رياضة مقالات الكتاب

الاعتذار من شيم الكبار

مؤخرًا ازدادت حالات الاعتذار العلني في وسائل التواصل الاجتماعي؛ خصوصًا ما بين الإعلاميين، أو بينهم وبين عدد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل أكثر ماشدني في هذا الموضوع عند قراءتي للتعليقات (عادة أرغب بالتخلص منها) على هذه الاعتذارات، هو تعليق متكرر من المغردين…”الاعتذار من شيم الكبار” وهو أمر مضحك؛ لأن صاحب الاعتذار مجبر بالقانون للاعتذار، ولا أعلم إن كان صاحب التعليق يعرف ذلك، وأن شيمة الكبير الاعتذار من تلقاء نفسه، وبدون أن يكون مسرفاً في تطاوله.

لنعود تاريخياً إلى الوراء قليلاً للتعاطي الإعلامي تجاه القضايا الرياضية، قبل تواجد وسائل التواصل الاجتماعي، والتنوع الذي لا بأس به في القنوات والبرامج ، فقد كان سقف الرقابة والمراجعة تجاه المادة المطروحة عالياً، وحتى إن كان الشحن والعداوة في أوجها بين الأشخاص، فقد كان هناك ما كان أشبه (بالفلتر الشخصي) لما يطرحونه تجاه بعضهم البعض، ولم يكن الطرح المسيء يرى النور.

ومع التطور الذي يشهده العالم في الوسائل، وتشجيع الجهات المعنية للإسهاب في الطرح الإعلامي وإثراء ثقافة النقاش بين الآراء المتضادة، أثبت كثير من الإعلاميين عدم قدرتهم على التعاطي مع ثقافة الاختلاف، أو تقديم المادة الإعلامية المفيدة للمتلقي، وبدلاً من ذلك اتجهوا لتصفية الحسابات فيما بينهم بطرق تحمل الكثير من التجاوزات، والتطاول وانجرفوا في هذا الأمر بطريقة تفتقر للذكاء في ظل وجود القانون الذي يحمي الأشخاص ويحفظ الحقوق ، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات والبرامج لهذا الغرض، وهذا أمر يجعلني أتساءل ما الذي يجعل هذا الكم من (الإعلاميين) يقومون بمثل هذه الأمور؟ هل قلة الخبرة في التعامل مع البشر ومع الاختلاف؟ أم هو الهوس خلف الشهرة والمتابعات والمشاهدات؟ شخصياً أعتقد أن الموضوع مرتبط بما يسمى ((قلة الولف)) ، وأعني بذلك أنهم لم يتعودوا على ارتفاع سقف الحرية وأدبيات النقاش والاختلاف بين الأطراف، خصوصاً عندما ينحرف الحديث بعيداً عن الموضوع إلى الشخص، وطوال سنوات خبرتهم لم يستطيعوا التفريق ما بين القضية والشخص ورأيه في القضية.

كنت، ولازلت أصر على أن الإعلامي الحقيقي، هو الذي يناقش القضية والموضوع واللعبة بدون أن يصنف نفسه في صف نادٍ ما، أو ضد ناد آخر، ولا أعني أن يكون شخصاً بلا ميول؛ لأن لا وجود لشخص بلا ميول ولكن من الذكاء والواجب أن لا يظهر الميول إلا في حدود الموضوعية؛ لذلك احذر قبل أن تعتذر.

بُعد آخر
أسماء جديدة وشابة تنضم إلى مجلس إدارة اتحاد الإعلام الرياضي، ومن شخص قام بالترشح لهذا المجلس، أتمنى للجميع التوفيق بعد مرحلة الإعداد والتطوير، التي قام بها الاتحاد. أتمنى تنويع وزيادة عدد البرامج الرياضية وتبني وإنتاج الأفكار الجيدة من الأعضاء.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *