متابعات

التراث العمراني في المملكة يحصن الهوية الثقافية

الدمام ــ حمود الزهراني

تعد المملكة العربية السعودية باتساعها الجغرافي وتنوعها البيئي والثقافي، من أكثر دول العالم تنوعاً في مكونها التراثي، فهي على مستوى التراث العمراني غنية بتنوع غير محدود من القرى والمدن التاريخية والمباني التقليدية التي تملك مقومات عمرانية كبيرة ذات قيمة تاريخية وثقافية وجمالية عالية، تستحق أن نحافظ عليها ونستثمرها من أجل الأجيال اللاحقة. وفي ندوة حوارية تحت عنوان “عودة الحياة لمواقع التراث العمراني”، نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي في المنطقة الشرقية تحدث المهندس بدر الحمدان المتخصص في التخطيط والتصميم العمراني عن مختلف أبعاد عودة الحياة لمواقع التراث العمراني والتحديات التي تواجهه وكيف أن هذا التراث يحصن الهوية الثقافية أمام التحديات ، وأدار اللقاء المعماري سامي الحداد بحضور عديد من الخبراء والأكاديميين المختصين.


وعرف المحاضر التراث العمراني بأنه كل ما شيده الإنسان من مدن وقرة وأحياء ومبان مع ما تتضمنه من فراغات ومنشآت لها قيمة عمرانية، أو تاريخية، أو علمية، أو ثقافية، أو وطنية، وإن امتد تاريخها إلى فترة متأخرة. وقال أن أبعاد التراث العمراني تتمثل في عودة الحياة إلى المكان، واعتباره كمولد اقتصادي وكمصدر للهوية الوطنية، مضيفا أن البعض عادة ما يتعامل مع التراث بصورة عاطفية بينما هو يحتاج لتنظيم ومنهجية علمية واضحة.

وأوضح في حديثه أن من العناصر المؤسسة لبناء منظومة فاعلة لإعادة الحياة لمواقع التراث العمراني هي الاستثمار في الإدارة والتشغيل، صون وحماية مواقع التراث العمراني، التخطيط والدراسات والأبحاث، وتفعيل التراث العمراني الرقمي. وبين أن أحد أهم المعايير الرئيسة لانضمام مواقع التراث العمراني لقائمة التراث الثقافي والطبيعي في اليونسكو هي أن يمثل الموقع إحدى القيم الإنسانية المهمة والمشتركة لفترة من الزمن أو في المجال الثقافي للعالم. وجاء في كلمة المهندس الحمدان قوله أن التحدي الرئيسي أمام عودة الحياة لمباني التراث العمراني في المملكة كون 85 % منها ملكيات خاصة وأن 80 % من هذه الملكيات لا توجد لها وثائق مما يسبب في توقف الكثير من المبادرات الاستثمارية، كما أن نزع الملكيات من قبل الدولة لا يحقق الاستدامة المطلوبة.

وفي جانب آخر من المحاضرة، أشار الحمدان إلى أن ذاكرة المكان لمواقع التراث العمراني تعبر عن تجسيد ذاكرة التي عاش فيها الناس واستذكار حياتهم فيها وربطهم بها من خلال تعزيز العلاقة بين الانسان والمكان، مما يجعل الحياة في المكان أكثر جاذبية ورعاية وملائمة للإنسان، مضيفا أن بورتريه المدن هو فن إبراز ملامح المدن ووجه المكان وتوظيف العناصر البصرية في تكوين صورة ذهنية واضحة عن إطار الحياة الذي نعيش فيه وصناع احترافية لذائقة المكان ونشر ثقافة الجمال الحضري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *