شباب

البقمي .. عاشق الصقور وطبيبها

جدة – مهند قحطان

يحظى موروث صيد الصقور في المملكة باهتمام خاص من محبي وعشاق هذه الهواية والتي تعلم الصبر والجلد والقوة ، كما أنها تمثل جانبا مهما من حضارة وتراث الإنسان العربي .. ويشمل لفظ “الصقارة” كل ما يتعلق بهواية القنص والصيد بالصقور ومن هذه الأمور شبك الصقر وطرق التعامل معه وتدريبه ودراسة طباعه ونفسيته وحالته الصحية والوقوف عليها ومعرفة كل ما يحتاج إليه من أدوات تضمن الحفاظ عليه لدى الصقار، وأيضاً أوقات الصيد وتوقيتات الطيور المهاجرة، وأماكن الصيد وكيفية الوصول إليها والأجواء المناسبة لإطلاق الصقر سواء للتدريب أو الصيد.

واشتهر كثير من الشباب السعوديين منذ قديم الزمان بحبهم للصقور ومعرفة آدابها وتدريبها وترويضها ومعاملتها، وتوارثوا ذلك جيلاً بعد جيل وأصبحت لهم وسائل خاصة بهم في التدريب تعتبر من أحسن الطرق بين مثيلاتها عند أصحاب الهواية والممارسين لها في العالم، حيث يعتبر صيد بالصقور جزءاً من التراث الذي توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد ، ومن هؤلاء الشباب خالد عمر البقمي الفائز بجائزة الملك عبد العزيز للصقور في نسخته الثالثة والذي اوضح أن خبرة الشباب لم تقف عند حد التدريب واستخدام الصقر في القنص فقط، بل تعدتها إلى معرفتهم بالأمراض التي تصيب “الطير” وكيفية علاجها بكل دقة.

“البلاد” التقت الشاب خالد الذي اوضح أن الصيد بالصقور هواية ورياضة لارتباطها بالقيم النبيلة والشجاعة والفخر والمجد التي تشملها القيم العربية المرتبطة بهذه الرياضة، وهىي أهم الرياضات التقليدية لصلتها بالحفاظ على الطبيعة والصيد المستدام، وروح الصداقة التي تربط بين الصقّارين.

وعن بداية تواصله مع تربية الصقور قال: انها بدأت معي منذ طفولتي الباكرة حيث أن جدي كان أحد هواة الصيد بالصقور ومنه تعلمت هذه الهواية وتأصلت في نفسي وأذكر انه احضر لي صقرا حينما كان عمري ست سنوات وبعدها أحببت هذه الهواية الممتعة، ما جعلني أقضي معظم أوقاتي مع هذه الطيور.

واستطرد أن الله وفقه وحصل على هذه الجائزة من فئة شاهين قرناس، حيث انه استعد للجائزة منذ فترة طويلة كونها عبارة عن سباق طوله 400 متر والمدة التي يقطع بها الطير لهذه المسافة بالثواني والحمد لله وفقت بطير “سريع” تمكن من قطع مسافة الـ 400 متر بـ 20 ثانية.

وفيما يتعلق بتواصل الشباب مع هذه الهواية قال: تحولت هواية تربية الصقور في السنوات الأخيرة إلى باب رزق بعد أن تفرغ لها عدد من هواة صيد الصقور في البراري باستخدام الشباك وبعض الطعام كطيور السمان وغيرها، ومن حالفه الحظ يجني بعض المال الذي يغير مجرى حياته إلى الأبد.

وأضاف البقمي إن الطيور كان يستخدمها اجدادنا في الصيد وأنها رياضة عربية أصيلة لافتا إلى أن 50 % من الصقارين من منطقة مكة المكرمة والمناطق المجاورة لها، وقال إن هذه المنطقة تعد معبرا للطيور المهاجرة.


وعن كيفية تمكنه من فهم طبيعة الصقور بمختلف انواعها وترويضها والعناية بها قال: اقضي 90 % من وقتي مع الطير لدرجة إنني قاطعت السفر والنزهات من اجل البقاء مع الطيور الخاصة بي وتدريبها والعناية بها وإطعامها وعلاج الحالات المريضة منها ، خصوصا وان علاقة الصقار بصقره تكون قوية للغاية ولا اذهب إلى أي مكان الا ومعي صقري الذي افهم احتياجاته.

وأضاف أنه درج على اخذ إجازاته السنوية في شهر أكتوبر من كل عام وهو بمثابة شهر الصيد حيث اقوم بتجهيز سيارتي وصيانتها بالكامل ومن ثم اقوم بتدريب الطير على القنص حتى يصبح في “لياقة” قابلة للصيد.


وفيما يتعلق بأنواع الصقور قال: ثلاثة أنواع وهي الوكري، والشاهين، والحر، حيث ان الوكري والشاهين هي من طيور الجزيرة العربية وهي متواجدة بالتضاريس الجبلية ولها “أعشاش” مواكر خاصة بها ومتوفرة بشكل كبير، أما الطائر الحر فهو ياتي ضمن أسراب الطيور المهاجرة من خارج المملكة كما أن هناك طيور المزارع وفي الوقت الحالي أصبح لها عشاق وجماهير واشخاص يحبونها ويفضلونها.

وفي سؤال عن برنامج هدد وأهميته قال: هذا البرنامج يهدف لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية وتبدأ هذه المرحلة ، بـ”الحجر الصحي” و”التهيئة الصحية” و”المسح البيئي”، ثم تتبعها عمليات الإطلاق للصقور التي تم جمعها من الصقارين والمتبرعين بأنواعها، المهاجرة “الحر والشاهين البحري”، والمستوطنة “الشاهين الجبلي والصقر الوكري”، وتنتهي بعملية التقييم وتسجيل وتوثيق البيانات والمعلومات، لافتا إلى أن برنامج “هدد” يهدف إلى إطلاق (15-25) صقرًا من الشاهين الجبلي والصقر الوكري والنجاح والحفاظ على نسبة 30 % من الصقور المطلقة دون تدخل الإنسان لمدة عام كامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *