الدولية

الشارع اللبناني يشتعل.. ومطالبات باستقالة الرئيس والنواب

بيروت – البلاد

تجددت الاحتجاجات في الشوارع اللبنانية على ضوء الفراغ السياسي الناجم عن عرقلة تشكيل حكومة الإنقاذ، وارتفاع سعر الدولار ليلامس 10 آلاف ليرة، ما انعكس على تدهور المعيشة، ووسع رقعة الغليان التي تنبئ بأنّ الأمور بدأت تسلك طريقها نحو انفجار اجتماعي كبير.
وحمل المتظاهرون ميليشيا “حزب الله” مسؤولية الأزمة التي تعيشها البلاد حاليًا، قاطعين طريق المطار القديم، كما أغلقوا عدة طرق رئيسية في العاصمة بيروت ومدن أخرى، حيث أغلق الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المطار الدولي، قبل أن يعيد الجيش فتحه مرة أخرى، كما أغلقت طرقا في مدينة طرابلس شمالي البلاد وفي صيدا جنوبا. وقال محتجون: “لا سبيل لاستعادة كرامتنا سوى الشارع”.

ويعاني لبنان من أزمة تلو الأخرى، بدءًا من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة ضد الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد في أكتوبر 2019. وقد تفاقم ذلك بسبب جائحة فيروس كورونا والانفجار الهائل المميت في ميناء بيروت في أغسطس الماضي.
وترى مصادر مطلعة أن قوى السلطة الخاضعة لحزب الله، ذراع إيران في لبنان، لن تستعجل الحلول ولا قمع التحركات الميدانية، إنما ستحاول بدايةً استخدام معاناة الناس كورقة ضغط للحصول على تنازلات، حتى أن بعض هذه القوى لن يتوانى في الانخراط ضمن “موجة غضب” بهدف تصفية الحسابات السياسية مع الخصوم وليس من أجل لبنان. ونقلت المصادر عن الوسطاء العاملين على خط الملف الحكومي، قولهم: إنهم توصلوا إلى خلاصة مفادها أن أيًا من الأطراف المعنية لا يريد حكومة في الوقت الحالي، إنما تركيز الجميع أصبح منصبًا على تسجيل النقاط، وتجنب تلقي أي ضربة قاضية على حلبة التأليف.

وفشلت كل أطروحات تشكيل الحكومة التي كان آخرها يتمحور حول إقناع رئيس الجمهورية باختيار اسم الوزير الذي سيتولى حقيبة الداخلية مقابل تخليه عن شرط الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، غير أن هذا المقترح رفض على لسان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، مبديًا تمسكه بأن تكون حصة رئيس الجمهورية 7 وزراء من دون نقصان.

وعلى وقع اشتداد الأزمات وعودة الاحتجاجات في الشارع مع الانهيار الإضافي بالعملة الوطنية، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: إن الطريق الأقرب والأقصر للخروج من الأزمة هي الانتخابات النيابية المُبكرة، إلى جانب حل التدويل. وأضاف “الحل إما باستقالة الأكثرية النيابية واستقالة رئيس الجمهورية، أو استقالة أكبر عدد من النواب والذهاب إلى انتخابات مبكرة. لذلك أدعو باقي النواب إلى الاستقالة من المجلس النيابي والذهاب لانتخابات نيابية مبكرة، ومع الانتخابات ستتغير الأكثرية النيابية وسنذهب إلى انتخاب رئيس جديد وحكومة جديدة”.
وحوّل التلاعب المنظم بسعر الدولار حياة اللبنانيين إلى جحيم، لا سيما مع دخول السلطة والأحزاب والثنائي “حزب الله، وحركة أمل” على خط المتاجرة بالعملة الأجنبية، ما دفع الشارع للتحرك مجددا للإطاحة بالطبقة السياسية الفاسدة المدعومة من حزب الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *