متابعات

«الرقاع» .. شاهد على 300 عام من تاريخ عسير

أبها ـ مرعي عسيري

تعتبر شجرة “الرقاع ” هي أكبر شجرة معمرة في محافظة تنومة بمنطقة عسير، ويزيد عمرها عن 300 سنة. والرقاع من الأشجار التي تتساقط أوراقها ، ويبلغ محيط ساقها حوالي 10 أمتار ، كما يبلغ ارتفاع الشجرة حوالي تسعة أمتار بينما تضرب جذورها في عمق الارض لاكثر من 40 مترًا ،وتقع في “شعف آل سودة” بمحافظة تنومة.
وشجرة الرقاع التي اشتهرت بها محافظة تنومة تعد من أكبر الأشجار تاريخاً في المملكة وربما على مستوى العالم، استناداً إلى الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون وطلاب العلم عليها خلال السنوات الماضية، والمقاييس العلمية التي استخدمت مؤخراً في تحديد عمرها الزمني الذي يقيّم بمئات السنين، وقد كانت الشجرة بمثابة الملتقى الهام لأهالي القرية منذ القدم، وكان يعقد الأهالي في ظلها الذي تتجاوز مساحته أكثر من 900 متر مربع الاجتماعات الهامة.


يُذكر أن أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، صرّح في يناير الماضي، بأن الأشجار المعمرة في المنطقة تعتبر أحد أهم الروافد البيئية بالمملكة، مشددًا على أنه يتم حاليًا عمل خطة مُحْكمة لحمايتها، وأوضحت إمارة عسير –عبر تويتر- أن الأمير تركي بن طلال شدد على ضرورة الاهتمام بحماية الأشجار المعمرة بالمنطقة والتي بلغ عددها 200 شجرة.

وفي السياق نفسه مثلت الأشجار المعمرة في منطقة عسير حالة نادرة من الارتباط بين الإنسان والبيئة ، فلم تكن مجرد مكان للاسترخاء والراحة في ظلال أوراقها الكثيفة، أو مورد غذائي للبشر والحيوانات، بل ارتبطت مع الإنسان منذ عصور قديمة بعلاقات إجتماعية وثقافية ومادية.
كما أن الأشجار المعمرة كانت إحدى أهم مقومات الحياة الاجتماعية في منطقة عسير، وتتعدد أدوارها في النظام الاجتماعي والمعيشي، حيث يمكن تصنيفها إلى قسمين، الأول هي الأشجار المعمرة ذات النفع العام مثل ” التالقة” و” الجُمّيز” التي تدعى محلياً باسم “البرايه ” وكذلك شجر ” السدر”، فظلها هو المكان المفضل لتدريس النشء قديماً على نظام “الكتاتيب” ، وكانت تعقد تحتها التجمعات القبلية لتدارس الأمور المجتمعية والتشاور فيما بينهم، بالاضافة إلى الإستفادة منها كمكان لتدريس القرآن الكريم وعلومه بما يسمى ” المعلامة”، وذلك بفضل ظلها الممتد الذي يبدأ من 10 أمتار إلى 50 متراً، وتعتبر تلك الأشجار من ذوات النفع العام خصوصا التي تنبت بجوار المساجد والساحات العامة أو على ضفاف الأودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *