هناك مقولة تم تداولها كثيراً مضمونها هو: “أن الإنسان يتغيّر كل خمس سنوات”، وهذا التغيير يجعله يغيّر أولوياته وقيمه وفقاً للمعطيات الموجودة حوله من بيئة اجتماعية ووظيفية واقتصادية وغيرها من المؤثرات، إنما الثابت أن المبادئ لا تتغّير، فليس من المنطق أن تكون أمينا وتصبح خائنا، أو تكون صادقا وتتحول لكاذب، فالصدق مبدأ والأمانة مبدأ.
“إنت أتغيرتِ كثير للأسف..” عبارة أكاد أجزم أن الكثير ممن حولي قيلت لهم، فهل هي تنطبق حقيقة عليهم أم أن التغيّر طال الجميع فاصبحنا لا نعرف من منّا الأكثر تغيراً القائل أم المستمع؟
إذن بحسب تلك العبارة نحتاج بعد كل خمس سنين أن نجري فحصاً دقيقاً لمقدار المتغيرات المستحدثة، ولمقدار التأثير الذي ترتب عليها، وهل هي تزيدنا قوة أم تنقصنا، -مع العلم أن القوة تختلف في مفهومها من شخص لآخر- ولأن التغيّر لم يكن دائماً في صالح الجميع على ما يبدو.
قد يتبادر إلى ذهني سؤال ألا وهو.. ما سر ذلك التغير.. وهل أنا سعيت له من تلقاء نفسي.. أم أنني أُجبرت عليه.. وهل كانت هناك يد خفية دفعتني لنوع من التغير لم يكن مرغوباً من قبلي إلا أنني أمارسه أحياناً كردة فعل انفعالية تجاه رفضك لما كنت عليه في السابق، وبناءً عليها أُصبح شخصاً مجهولاً حتى بالنسبة لنفسي.. الأكيد أنني لم أتحوّل لذلك الشخص الجديد إلا من كثرة انتقاداتك لما أنا عليه من صفات لم تكن تروقك، ورغبت بشدة في تغييرها، إنما عندما تغيّرت وظهرت بثوب جديد ينافي ماكنت عليه، أصبت بصدمة أنك لم تحصل على ما كنت تأمله وفقدت ما كان يروقك في شخصي القديم حتى لو كان قليلاً..
من الأفضل أن لا تحاول تذكيري بأسفك على ما أصبحت عليه، لأنك بذلك الأسف تهدر وقتك، فأنا نتاج طلبات مرسلة بأكثر من طريقة لأكون ما أنا عليه الآن، ربما كنت على حق ربما كان عليّ ان أكون هكذا، وربما يكون هذا الشعور ليس سوى النشوة التي تصاحب كل أمر جديد نحصل عليه، لكن أصدقك القول.. اشتقت كثيراً لتلك الإنسانة التي تركتها خلفي، وعزائي هنا هو المقولة التي ذكرتها في بداية حديثي، فإن كانت مقولة لها أبعاد علمية صحيحة وواقعية إذن لست عني ببعيد، فنحن السابقون وأنتم اللاحقون.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid