ارتبط مفهوم النجاح والرسوب في أذهاننا منذ الطفولة بعدد الدوائر الحمراء التي تظهر على شهادات الدراسة في آخر العام إلا أنني أرى أن مفهوم النجاح وصناعته له أبعاد متعددة في حياتنا كبشر صغارا أم كبارا .. وبصرف النظر عن مجالات التقييم ومعايير النجاح فيها كالدراسة والابتكارات وإدارة الأعمال والمسابقات الرياضية وعلاجات المرضى والاكتشافات العلمية والنجاحات التسويقية ..الخ .. جميعها تعني الوصول إلى الهدف وتحقيقه بنجاح.
عندما أرادت احدى الشركات اليابانية لصناعة السيارات إنتاج سيارة فارهة تنافس بها سيارات الشركات العملاقة ، قررت أن تبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون .. فاختارت ميزة متفردة من كل تلك السيارات وجمعتها في صناعة سيارة واحدة .. وطبقت إحدى الأفكار المبتكرة في التسويق لبيع السيارة من خلال علامة تجارية خاصة بها وسياسة بيعية مستقلة.. وخدمات شخصية لكل عميل من خلال إنشاء نادٍ خاص بملاك تلك السيارات وكان النجاح .. تلك الخطوات كانت بذور النجاح ..
من الضروري عندما ننشد النجاح أن نتعلم ممن سبقونا في تحقيق الأهداف .. وندرس خارطة الطريق التي اتبعوها حتى نتفادى تكرار الأخطاء.
وباستعراضنا لعقول بشرية صنعت النجاح قديما وحديثا أمثال ابن سينا والرازي وويليام جيلبرت وأنشتاين وإيلون ماسك وستيف جوبز وأحمد زويل وبيل جيتس وجيف بيزوس وفاروق الباز ومايكل عطية وحياة سندي وعلي الدفاع وغيرهم كثيرون نجد أن جميعهم يشتركون في الطريقة التي ينثرون بها بذور النجاح التالية.
لقد اتفقوا على أن البذرة الأولى هي الاستمرارية مهما كان الطريق طويلا وصعبا ووعرا .. وأن الفشل في تحقيق الهدف يعلمك أن تتفادى أخطاء تجاربك ولا تكررها.
والثانية .. مشاركة الآخرين والاستعانة بالعقول المتخصصة فهم القوة الدافعة لمواصلة الطريق نحو تحقيق الهدف والنجاح.
والثالثة .. لا تجعل للسأم والإحباط طريقا إليك بل واصل الاندفاع والانطلاق إلى الأمام بحماس وقوة.
الإبداع هو البذرة الرابعة لطريق النجاح وليست الأموال والأرباح .. ويجب أن تكون على إدراك تام بمقدراتك ومقدرات الفريق الذي يعمل معك حتى تستطيعوا جميعا سد الفجوات والثغرات التي تعيق عمل الفريق.
والبذرة الخامسة هي التعليم المستمر والتدريب المتواصل وعدم تجاهل الواقع .. حيث أن المعرفة في تطور متسارع ومتزايد .. فيجب أن تكون على إدراك تام بما يستجد حولك من معارف وعلوم وخبرات وتجارب والاستفادة منها ..
وأخيرا .. الجرأة في صناعة القرار في الوقت المناسب من خلال خطة محكمة تضمن الوصول إلى النجاح ..
يقول هنري فورد: ليس هناك من شيء أو هدف يصعب تحقيقه شريطة أن تجزئه إلى مراحل وخطوات .. بل يجب أن تحقق إنجازا ولو بسيطا كل يوم .. وستكتشف بعد أيام أنك وصلت إلي تحقيق الهدف والنجاح.