الدولية

ألمانيا تحاصر جمعيات تركية تدعم الإرهاب

البلاد – خاص

ضيقت ألمانيا الخناق على الجمعيات التركية التي يشتبه في علاقتها بدعم وإسناد التنظيمات الإرهابية، مثل “داعش” وغيرها من الجماعات المتطرفة، الساعية لتقويض استقرار الدول الأوربية، إذ شنت الشرطة الألمانية، أمس (الخميس)، حملة مداهمات واسعة طالت مقرات لجمعيات تركية، يشتبه بعلاقتها مع متطرفين، في العاصمة برلين وولاية براندنبورغ، وفقا لما نقلته صحيفة “بيلد” الألمانية عن مصادر أمنية، أكدت أن قرابة 800 عنصر من القوات الخاصة في الشرطة، أجروا حملة مداهمات وقاموا بتفتيش أهدافًا ومقرات، في 5 مناطق بالعاصمة برلين ومقاطعة براندنبورغ.
وتتعلق المداهمات بتنفيذ أمر حظر ضد جمعيات تركية تشتبه السلطات في أنها قريبة من تنظيم “داعش”، فيما ذكرت وزارة الداخلية الألمانية في بيان لها إنها حظرت جمعية “توحيد برلين”، بينما نقلت صحيفة “بيلد” عن مصادر مطلعة قولها: إن أحد أعضاء جمعية “توحيد برلين” على الأقل معروف للشرطة وله علاقة وثيقة مع الداعشي “أنيس عامري” الذي هاجم سوق عيد الميلاد في برلين عام 2016، ما أدى إلى مقتل سائق شاحنة ودهس 11 شخصًا آخرين.

وجاءت حملة المداهمات الألمانية بعد يوم واحد من إصدار المحكمة الإقليمية العليا في مدينة تسيله، حكما بالسجن 10 سنوات ونصف، على المتطرف “أبو ولاء”، بتهم الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية، وتمويل الإرهاب والمساعدة في التحضير لأعمال عنيفة، والتجنيد للقتال في سوريا والعراق، كما حكم القضاء الألماني على ثلاثة متهمين آخرين مقربين من “أبو ولاء” بالسجن لمدد تتراوح بين أربع وثماني سنوات.
وفي السويد تتجسس السفارة التركية على 28 تركيا مقيما هناك وتطاردهم، من بينهم الصحفي التركي المعارض عبدالله بوزكورت، وفقا لموقع “نورديك مونيتور” السويدي، الذي بين أنه على مدار العام الماضي ومطلع الحالي، جند جهاز الاستخبارات التركي الموظفين الدبلوماسيين لجمع المعلومات عن نشاط معارضي أردوغان في الخارج، لفتح قضايا لهم بمزاعم متعددة أغلبها ملفق، لخلق ذريعة لترحيلهم أو اختطافهم إن سنحت الفرص أو قتلهم في بعض الأحيان.

وفي الداخل التركي، تتواصل حملات القمع، إذ فتحت جامعة البسفور تحقيقا تأديبيا ضد 51 من طلابها، سبق اعتقالهم في الثاني من فبراير بعد اعتصام لهم أمام مكتب رئيس الجامعة الجديد.
وتشهد جامعة البوسفور احتجاجات واسعة على مدار أكثر من شهرين على التوالي، بسبب تعيين أردوغان، للقيادي في حزب العدالة والتنمية، مليح بولو، رئيسا للجامعة من خارج كادرها، فيما قابل النظام التركي الاحتجاجات بحملة قمع كبيرة، وتم اعتقال عدد من الطلاب بعد أن تعرضوا للعنف.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ما يحدث داخل البوسفور بـ”حرب” يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة، بينما كشف استطلاع رأي أجرته شركة “متروبول” للأبحاث، أن 50.6% من المنتمين لحزب العدالة والتنمية يجدون أن قرار أردوغان بتعيين بولو في رئاسة الجامعة خاطيء.
إلى ذلك، فتحت السلطات التركية تحقيقات جديدة بحق خمس نواب برلمانيين عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، في إطار حملة موسعة تستهدف الحزب ونوابه في البرلمان. وخلال الأسبوع الحالي طلبت الحكومة التركية رفع الحصانة البرلمانية عن تسعة نواب من حزب الشعوب الديمقراطي بينهم الرئيسة المشاركة للحزب برفين بولدان، في إطار حملة يقودها التحالف الحاكم لإضعاف أحزاب المعارضة في البرلمان، ومحاصرة حزب الشعوب الديمقراطي المتعاطف مع الأكراد على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *