يحل علينا في هذه الأيام المباركة احد الأشهر الحرم العظام وهو شهر رجب المبارك؛ والواجب على كل مسلم في هذه الأيام أن يعرف جيداً قدر هذا الشهر وتعظيمه لأن معرفته هي معرفة صدق مستقيمة لا إعوجاج فيها ولا ضلال ولا انحراف؛ وهو ما يجب علي المسلمين أن يتبعوه ويحذروا من المعصية فيه خاصة وأن المعصية والعياذ بالله في تلك الأيام المباركة ليست كالمعصية في غيره كظلم الآخرين بغير حق أو حتى ظلم النفس باجتراح الذنوب والخطايا والتعدي علي الغير بالقول أو الفعل والغيبة والنميمة والولوغ في أعراض الآخرين والنبش في أسرارهم وتتبع عوراتهم وهي من المنكرات السيئة وكذلك الكذب وإتباع الشهوات وإثارة الفتنة خاصة في تلك الأوقات التي يجتاح العالم فيها وباء قاتل أصبح فيه إنتشار الإشاعات والأكاذيب كبير..
ولهذا ينبغي على المسلمين أن يستثمروا تلك الأيام في تضاعف الحسنات والأجر في التقرب إلى الله أكثر والابتعاد قدر الإمكان عن كل الذنوب وأن يصبحوا أكثر تضرعاً وإقبالاً على العبادة الخالصة لوجه الله مع المحافظة على الفرائض والواجبات والإكثار من العمل الصالح؛ لأن هذه الشهور خصها الله عز وجل لما بها من منزلة عظيمة حذر من الوقوع في المعاصي والآثام فيها تقديراً لحرمتها.. والخير يكمن في اتباع الكتاب والسنة والسير على منهج الأنبياء في الدعوة إلي الله؛ والتركيز علي العبادة التي تحرر الإنسان من عباءة الشهوات والأهواء وتحرر قلبه من حب الدنيا وتجعله مستقيم النفس؛ قال تعالي في سورة التوبة؛ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@