المحليات

أواصر متجذرة ووحدة مواقف

الرياض – البلاد

تشارك المملكة، شقيقتها الكويت حكومةً وشعباً احتفالاتها اليوم الخميس 25 فبراير 2021 م بالذكرى الستين لاستقلالها، والذكرى الثلاثين على التحرير، التي تأتي في ظل وحدة الصف الخليجي، وتصالح الأشقاء بعد القمة الخليجية في العلا ، وسط تفاعل رسمي وشعبي في المملكة يؤكد عمق العلاقة الأخوية بين القيادتين، ويعكس الروابط الاجتماعية المتأصلة بين الشعبين الشقيقين.

وتولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الثلاثين من سبتمبر 2020 م، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس الأمة، بعد وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ­­- .

وقاد نواف الأحمد، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الكويت منذ توليهما مقاليد الحكم إلى آفاق جديدة تعزز من جهود الشيخ الراحل صباح الأحمد ـ رحمه الله ، حيث حققت جهودهما خلال مدة قصيرة تقدماً ونمواً ونجاحاً في مختلف المجالات تلبي تطلعات وطموحات الشعب الكويتي، وتحقيق العدالة والمساواة بما يضمن الارتقاء بالأمة الكويتية لمنافسة مصاف الدول المتقدمة .

ويسير الشيخ نواف الأحمد على خُطا سلفه الشيخ صباح الأحمد – رحمه الله – من خلال حرصه على وحدة الصف الخليجي، ويشارك قيادة المملكة رؤيتها في تحقيق مزيد من التضامن والاستقرار بين شعوب الخليج والمنطقة ككل .

ويؤكد الشيخ نواف الأحمد وولي عهده أن الوشائج الأخوية والعلاقات الكويتية السعودية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ من خلال علاقتهما العميقة والأخوية مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

وشهدت العلاقات التاريخية المتينة والقوية والمتميزة بين المملكة والكويت التي تعود إلى 130 عامًا بدأت عام 1891م، تطورًا ونموًا وازدهارًا مُطَّرِدًا وتعاونًا كبيرًا في المجالات كافة، وبنيت على أسس راسخة، تجمعها روابط الدم والدين واللغة، وتجانس الأسر والمصاهرة، وحسن الجوار الممتد لعدة قرون بشكلٍ قلَّ نظيره بين أيٍّ من بلدان العالم.

وتجمع ملوك المملكة بأمراء الكويت منذ عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز علاقة شخصية وإستراتيجية عميقة، تؤكد معنى الأخوة والمواقف والمصير المشترك.

ووثّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته في شهر ذي القعدة عام 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في الكويت بين وزير الخارجية عادل الجبير، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد زار الكويت – بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد – في شهر ديسمبر 2016م، واستُقبل في الكويت استقبالًا كبيرًا على المستوى الحكومي والشعبي، في حين سبق له زيارة الكويت عندما كان أميرًا للرياض، وكذلك عندما كان وليًا للعهد حيث ترأس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عُقدت في الكويت عام 2014م.

ولا تنفك المملكة والكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليم، والقضايا الدولية ذات العلاقة، سواء عن طريق الرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، لذا كانت آراء البلدين متوافقة مع الكثير من قضايا المنطقة لاسيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها : تنظيم داعش الإرهابي، وميليشيات حزب الله الإرهابي في لبنان، ونظيرتها الحوثية في اليمن، لذا انضمت الكويت للتحالف العربي الإسلامي لإعادة الشرعية لليمن.

وجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هذه العلاقات بزيارته الميمونة إلى الكويت في شهر محرم من عام 1440هـ، حيث استقبله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت – رحمه الله -.

وهذه الزيارة هي الثانية لولي العهد، إذ زارها في شهر مايو 2015م عندما كان وليًا لولي العهد، والتقى حينها بأمير الكويت، وبحثا العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين المبذولة تجاهها.

ورسخت العلاقة الأخوية التي تجمع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد الكويتي العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين ، وأسهمت في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.

توافق الإخوة على المنطقتين المقسومة والمغمورة

في المجال النفطي شهدت العلاقة بعدا جديدا عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة، بحضور وزير النفط وزير الكهرباء والماء بالكويت الدكتور خالد الفاضل في الـ 29 من شهر ربيع الآخر من العام 1441 هـ شارة العد التنازلي للبدء باستئناف عمليات الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة، واصفًا في تصريح صحفي في حينه التوقيع على اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين بأنه توافق وليس اتفاقًا؛ لما يربط البلدين من روابط مشتركة تتعدى الثروات الطبيعية إلى الثروات البشرية. وجاء الإطلاق نتيجة التوجيهات السديدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحرصه على إنهاء ملف المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة بالتوافق للخروج برؤية مستقبلية مستقرة ومستدامة، إضافة لاهتمام سمو ولي العهد، حيث كان طرفًا أساسيًا في الوصول إلى نصوص سميت بنقاط الأسس التي تم التفاوض عليها. وسجل حجم التجارة المتبادلة بين البلدين وَفْقاً لآخر إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء ارتفاعاً خلال الأعوام العشرة الماضية، إذ قفز إجمالي حجم التجارة بين البلدين إلى 9 مليارات و28 مليون ريال في 2019 بمتوسط سنوي بلغ 3.7 % ، فيما سجل الميزان التجاري فائضاً بمقدار 5 مليارات و155 مليون ريال، حيث بلغ إجمالي الصادرات السعودية للكويت 7 مليارات و121 مليون ريال وبلغت الواردات ملياراً و960 مليون ريال بنهاية 2019م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *