ذكريات

الدكتور شهاب جمجوم فاتحاً قلبه لـ(البلاد): توجيهات الملك سلمان .. أضاءت طريق التعريف بنهضة المملكة

حاوته ـ مها العواودة

منذ خطواته الأولى في مسيرة التعليم والمعرفة، اهتم الدكتور شهاب محمد مكي جمجوم بالإعلام وآليات التعليم، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإعلام والتعليم، والماجستير في الإدارة والإعلام، ثم الدكتوراه في الإعلام التي نالها في الولايات المتحدة الأمريكية عن رسالته حول “التعليم والإدارة الإعلامية”، ليشغل من ثم العديد من المناصب من بينها وكيل لوزارة الإعلام للإعلام الخارجي سابقًا، كذلك شغل منصب المشرف على اللجنة الإعلامية في جميع أنحاء العالم لليوم الوطني منذ عام 1992م حتى عام 1995م.

كل هذه “الروزنامة” من سيرة الدكتور جمجوم أهلته للمساهمة في حل مشكلة تعليم الفتاة في نهاية الستينات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي وذلك بإنشاء أول شبكة تلفزيون تعليمية في المملكة في كل من جدة ومكة والمدينة المنورة،
في حوار “البلاد” معه تحدث الدكتور جمجوم بأريحية وشفافية أنه يدين بالفضل في نجاح معرض المملكة بين الأمس واليوم للتوجيهات السديدة والدعم الشخصي الذي حظي به من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ ما كان له كبير الأثر في نجاح عرض مخزن حضارة المملكة للآخر.

كما اعترف أن الإعلام الخارجي في الراهن لا يتحرك في الاتجاه الصحيح وأنه مازال يحتاج الكثير من الجهود في ظل الحملات المغرضة لتشويه حقيقة المملكة.

لافتا في الوقت نفسه إلى أنه ما زال ضد التعليم عن طريق وسائط الكترونية، معبرا عن توقعاته أن الجائحة العالمية ستغيّر وجه العالم وأنه لا بد من استخدام التكنلوجيا للتواصل مع الآخر.

• الدكتور شهاب جمجوم لنعد إلى البدايات والمسار التعليمي على وجه الخصوص حيث حصلت على بكالوريوس الإعلام والتعليم ثم ماجستير الإدارة والإعلام ثم دكتوراه التعليم والإدارة الإعلامية.. إلا أنك لم تبدأ مشوارك العملي بالتعليم ولا بالإعلام، وإنما كانت البداية مع السينما وتحديدا مع فيلم ” الرسالة لمصطفى العقاد”.. كيف كانت بدايتك مع السينما؟ وما هو وقع خبر العمل على تصوير فيلم الرسالة على المؤسسات الدينية آنذاك؟ وهل تعتقد أن هذا الفيلم أو أي فيلم مشابه لو عرض الآن على المؤسسات الدينية سيلقى نفس المصير ولماذا؟
– أثناء دراستي التقيت بالمخرج مصطفى العقاد وكانت البداية في خط السينما، وحين انتهيت من البكالوريوس كانت الفكرة قد تبلورت، وحصلنا على موافقة الأزهر الشريف، ثم بدأنا العمل على تنفيذها، وكانت المغرب هي الموقع الملائم لتصوير أحداث الفيلم، وبالفعل بدأ التنفيذ إلى أن جاءت التعليمات بإيقاف التصوير بتوصية من رابطة العالم الإسلامي رغم أننا تعهدنا بعدم ظهور شخصية الرسول أو أي من الخلفاء الراشدين، وحاولنا بجدية إقناع الرابطة بالموافقة على استكمال العمل دون جدوى، وطُلب مني أن أتوقف عن المشاركة في الفيلم حيث كنت مساعد المخرج لفيلم الرسالة.
بلا شك تغيرت الأوضاع والمفاهيم الآن.. وبات الكثيرون يدركون أهمية الإعلام في خدمة الإسلام، وأعتقد أنه لن يكون هناك أي إشكالية لعرض فيلم مشابه بل الفرصة أكبر الآن خاصة بعد السماح بعرض مسلسل عن عمر بن الخطاب وأعتقد الفرصة الآن تسمح لظهور كل الخلفاء الراشدين.

فيلم الرسالة
• فيلم الرسالة كان سببا في تعرفك على معالي الشيخ جميل الحجيلان وزير الاعلام في ذلك الوقت هل كان اللقاء مع الحجيلان سببا في التحاقك بوزارة الإعلام؟
– بالفعل، إيقاف الفيلم كان سبباً في التقائي بمعالي الوزير جميل الحجيلان، فهو الذي بلغني بقرار الإيقاف، وأثناء حواره معي تحدثنا، واستمع إلى بعضٍ من أفكاري حينذاك عن الإعلام حيث تحدثت عن أهمية “التخطيط والتطوير والمتابعة” في مجال الإعلام وتحديدا في عمل الوزارة كضرورة لضبط العمل وتحديد أولوياته وكيفية تطويره وانطلاقه وتوسيع نطاقه داخليا وخارجيا، فإذا بمعالي الوزير الشيخ جميل الحجيلان يعرض علي حينها العمل في وزارة الإعلام تحت نفس المسمى الذي طرحته أثناء حوارنا “التخطيط والتطوير والمتابعة” ، إلا أن الوظيفة ذهبت آنذاك لشخص آخر، وبدأت رحلتي في التعليم بجامعة الملك عبد العزيز.

تعليم الفتاة
• في نهاية الستينات وبداية السبعينات كان تعليم الفتيات يواجه مشكلة لا يستهان بها، والمعروف أنك كنت من أبرز المهتمين بهذا الأمر، هل لك أن تقص علينا رؤيتك لهذه المشكلة وكيف ساهم اهتمامك بهذه المشكلة في إيجاد حل يتيح للفتيات نيل نصيبهن من التعليم؟
– في تلك الحقبة الزمنية كانت مشكلة تعليم البنات مشكلة شائكة وحساسة.. ولم يكن يسمح لهن بالدراسة إلا بنظام الانتساب فقط، لم يكن هناك مقر للدراسة، وفعليا أثبتت الدراسة بنظام الانتساب فشلها، حيث جاءت نسب نجاحهن ضئيلة جداً.
المشكلة كانت قائمة، عايشتها عن قرب حيث لمست حاجة قريباتي للتعليم الجامعي واعتمادهن على الكتب والاختبار في نهاية السنة ومعاناتهن في تعليم بالانتساب حيث كانت نسبة النجاح 1% !! الأمر حقا كان محبطا.. ومن هنا كان الدافع القوي لفكرة التعليم عن بعد، نعم برزت فكرة التعليم عن بعد قبل نحو 50 عاماً.
فسارعت لتقديم الحل في ظل عدم توفر مدرسات جامعيات وعدم وجود مقرات للدراسة، وبادرت بإطلاق الشبكة التعليمية “القناة المغلقة” وتقوم فكرتها على وجود طالبات في فصل، وأمام كل طالبة مايك ويتم التواصل من خلال التلفزيون بين الطالبات والمدرس منعا للاختلاط في ذلك الحين، فقوبلت فكرتي بالترحيب وحازت على موافقة الجامعة وكانت البداية لحل مشكلة التعليم الجامعي للبنات وبداية لتأسيس قسم الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
حينها انخرطت في مجال التعليم وانشغلت بإكمال الماجستير والدكتوراه والتركيز على التعليم غير التقليدي والتعليم عن بعد.
وهذه الفكرة ساهمت في حل مشكلة الطلاب الذين لديهم عمل في النهار فكان تعليمهم مسائيا عبر الشبكة التعليمية فانعكس ذلك على زيادة أعداد الطلاب أيضاً.

التعليم عن بعد
• كنت من أوائل المهتمين بالتعليم عن بعد والتعليم غير التقليدي إلى جانب الشبكة التعليمية هل يمكن القول إنكم كنتم مهمومين مبكرا بإيجاد بدائل للتعليم التقليدي وهو ما فرضته جائحة كورونا على النظام التعليمي في المملكة ومعظم دول العالم، كيف ترون تجربة المملكة في التعليم عن بعد ومدى نجاحها وما الذي ينقصها؟
– لدي شغف كبير في ذلك حتى أن رسالة الدكتوراه كانت عن التعليم غير التقليدي الذي يخرج عن نطاق التقليد سواء في المضمون أو الشكل، كنت رافضا للمناهج التقليدية التي تعطي مخرجات متشابهة وكأنهم قالب واحد ولا تعطي الفرصة لوجود أشخاص مختلفين، فضلا عن السماح للأشخاص غير القادرين على الحضور في الجامعة.
– أنا ضد الانتساب لفقدان التواصل المباشر أو عن طريق وسائط الكترونية، والذي يعتبر أساسيا بطريقة أو أخرى، ولعل دراستي في اميركا واطلاعي في ذلك الحين على مجتمع آخر وطبيعة الدراسة هناك ساهم أيضا في هذا التوجه في تفكيري لحل مشكلة تعليمية واجتماعية للمرأة وهي التعليم عن بعد.
اليوم وفي ظل التكنولوجيا التي خدمت الطلاب، لابد من تفعيل ذلك بشكل جيد لضمان التواصل بين الطالب والمدرس ولابد من التغيير في أسلوب الدراسة، للأسف إلى الوقت الحالي ما زالت المناهج متشابهة، لابد من الاهتمام أكثر بمخرجات هذه المناهج وإعطاء فرصة للتأهيل والتدريب من أجل تخريج طلاب بشهادة ذات قيمة مرتبطة بجزء كبير من التأهيل والتدريب وجاهزين لسوق العمل.
كنت أتمنى الاستفادة من اتجاه التعليم عن بعد منذ سنوات طويلة وقبل الوقوع في الابتلاء لنعرف أهمية هذا التعليم، بلا شك تأخرنا في التهيئة للموضوع، ومجهودات وزارة التعليم مقدرة في ظل هذه الجائحة، ولكن يوجد معاناة في ضمان مستوى مخرجات الطلاب في جميع الاعمار في ظل عدم تهيئة المدرسين لاستخدام التكنولوجيا بالحرفية المطلوبة في توصيل المعلومة وجذب انتباه الطلاب.
وكما يقولون، “رُب ضارة نافعة” فقد عجلت الظروف الحالية بالقرار الذي ناديت إليه قبل 5 عقود بأن يكون 25% على الأقل من التعليم عن بعد ولكن كنت أتمنى أن نكون مهيئين جيدا لها، لنتلافى ضعف المخرجات مقارنة بالسنوات الماضية.
وأرى أن التعليم عن بعد لا بد أن يصاحبه اختبارات وجها لوجه لضمان استيعاب الطالب للمعلومات وتلافي الغش.

القوى الناعمة
• لنعد مرة أخرى إلى الإعلام مع رائد الإعلام الخارجي الدكتور شهاب جمجوم كما أُطلق عليكم وهو ما يعتبره الكثيرون مؤسس اتجاه توظيف القوى الناعمة في وزارة الإعلام، دعنا نتوقف أمام أبرز ما تحقق خلال توليكم مواقعكم بالوزارة كوكيل مساعد للتخطيط والتطوير ثم كوكيل مساعد في الوزارة للإعلام الخارجي ثم وكيلاً للوزارة؟
– بداية أنا من اقترح الوظيفة “تخطيط وتطوير ومتابعة” خاصة أن الوزارة بدأت اجتهاديا فكان لابد من التخطيط والتطوير والمتابعة لضمان تماشي الخطة والتي تم تطويرها مع طموحات الخطة التي وضعت من اجل احداث نقلة نوعية للوزارة، بعدها جاء تكليفي بإدارة الإعلام الخارجي في الوقت الذي كنا نحتاج فيه إلى تقوية الإعلام الخارجي وهذا كان ضمن الخطة لتغيير صورة المملكة في الخارج واجتهدت في هذا المجال وساعدني فيه دراستي في أمريكا والتي عرفت من خلالها العقلية الغربية وكيفية التعامل معهم فكان لابد من التحرك والمجابهة بحرفية، وكان حينها صورة المملكة سيئة في الخارج فضلا عن وجود صعوبة في دخول الأجانب للمملكة فكان لابد من تقديم حل وهو حمل المملكة والطواف بها في العالم فلاقت هذه الفكرة موافقة وبدأت الرحلات الخارجية من خلال المعارض لتحريك المياه الراكدة وتغيير صورة المملكة وأعتقد أنها نجحت نجاحا هائلا وكان لها تأثير كبير في ذلك الحين.
لقد استخدمنا الكثير من الأساليب المتطورة في تلك الفترة لتقديم المملكة بوجه حضاري، وحصدنا الكثير من النجاحات مقارنة بالفترة الحالية حيث استطعنا الالتقاء بآلاف الصحفيين تم تعريفهم بالصورة الحقيقية للمملكة، تعاملنا مع الأمور بحرفية عالية.

إعلام خارجي
• بصفتك خبيرا في الإعلام الخارجي ما قراءتك للإعلام الخارجي قوته وضعفه، وماهي القوى الناعمة التي ترى أن الإعلام السعودي لم يستغلها لتثبيت صورة المملكة خارجيا؟
– المُلاحظ أن مستوى الإعلام الخارجي في الوزارة ضعيف على مدى العشرين سنة الماضية، وأعتقد أنه لا بد من التحرك في الاتجاه الصحيح، وأنه مازال يحتاج الكثير من الجهود في ظل الحملات المغرضة لتشويه حقيقة المملكة.
في رأيي لابد من وضع استراتيجية على مستوى عالٍ من الحرفية ووضع خطط تنفيذية ديناميكية تتماشى مع أسلوب العصر وتغيراته ومع زيادة الوسائط الاعلامية والتواصل الاجتماعي وكثرتها وتنوعها.
هناك ضرورة ملحة لإعادة التفكير وأسلوب التحرك في تصحيح الصورة بالتزامن مع التقدم التكنولوجي، فهناك الكثير من العناصر الحديثة التي لابد من التخطيط لاستخدامها في كيفية التصدي بشكل راقٍ ومؤثر.

أهداف وأدوار
• كيف تنظر إلى فصل وزارتي الثقافة والإعلام كلا على حدة؟
– في رأيي هي خطوة لابد منها، أرى أن ربط الوزارتين يعتبر تحجيما لعملهما، فكل وزارة لها أهداف وأدوار ولها خطة مختلفة عن الأخرى، ولكن يمكن التنسيق بينهما.. في اعتقادي، مشكلة وزارة الإعلام تكمن في النقص الكبير في الكوادر.
مشروع ضخم تقدمت به منذ ثلاثين عاما، ولكن لم يرَ النور “أكاديمية لتخريج الحرفيين في الإعلام” في مجال المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، كون دراسة الإعلام في الجامعات وتلقي المواد النظرية وحدها لا تصنع إعلاميا، التأهيل مهم جدا بما يتوافق مع الظروف الحالية.

نجاح باهر
• أشرفتم إعلامياً على ١٩ دورة لمعرض المملكة بين الأمس واليوم ماذا كان الهدف من المعرض وهل تحقق وماهي الدولة التي يمكن أن نقول إن المعرض حقق فيها نجاحا باهرا؟
– الهدف كان التعريف بالمملكة، نعم الهدف تحقق من المعرض فبعد كل معرض نُجري دراسات لتقييم الأداء وكلها نجحت بحسب أعداد الزوار الهائلة التي حضرت إذا ما قورنت بمعارض ثقافية لدول أخرى.
يمكن القول إن المعارض حققت نجاحا باهرا ولكن أقربهم إلى ذاكرتي وقلبي المعرض الذي أُقيم في باريس فعلى الرغم من أن موعد المعرض كان في أواخر ديسمبر وهو موعد الإجازات والأعياد لديهم ومع ذلك فقد حقق نجاحا باهرا ومتميزا فضلا عن دعم معالي السفير الشيخ جميل الحجيلان هناك للفكرة، وكذلك نجاح المعرض في مصر حيث تجاوز عدد الزوار 5 ملايين زائر.

تطوير نوعي
• كما أشرفتم إعلاميا على معرض الحرمين الشريفين وكنتم رئيسا للجنة الاعلامية للاحتفال باليوم الوطني للمملكة في كافة أنحاء العالم وهو الاحتفال الذي يعيد سنويا تقديم صورة المملكة الحقيقية للعالم، إلى أي مدى تتفقون مع هذه الرؤية وماهي البدائل لهذا الاحتفال حاليا في زمن كورونا حيث خفت الاهتمام به بينما تشهد المملكة نقلة تطوير نوعية بفضل رؤية ٢٠٣٠؟
– كنت استثمر الحدث بما هو أبعد من الدور التقليدي للاحتفالات باليوم الوطني للمملكة في سفاراتها حول العالم بتعريف الدول أكثر على المملكة وإطلاع الشعوب على صورة بلدنا الحقيقية المشرقة. أرى أن البدائل للاحتفالات في ظل الجائحة التي غيرت وستغير الوجه الاجتماعي للعالم أجمع هو التركيز على استخدام التكنولوجيا والتهيئة الجيدة لذلك حيث بالإمكان الوصول لكل مكان وبالطريقة التي نريدها.

معرض إكسبو
• كنت المشرف على اللجنة الإعلامية لمعرض اكسبو والتوعية الصحية في الحج لكن الأهم كان الإشراف الاعلامي على مشاركة المملكة في أولمبياد ٨٤ ماذا حققتم في هذه المشاركة؟
– كنت حريصا على الاستفادة من الحدث باعتباره فرصة من أجل إبراز المملكة وليس مجرد نقل الألعاب الرياضية كونها تنقل عبر الفضائيات ومن خلال بعض الشركات، وجودي حاولت أن استثمره في تسليط الضوء على السعودية ودورها الحقيقي.

صورة حقيقية
• الأهم كان إشرافكم على المراكز الإعلامية لحرب الخليج لمدة ٧ أشهر وخلالها كان احتكاكم المباشر مع إعلاميي العالم حيث نقلتم من خلالهم الصورة الحقيقية للمملكة وموقفها العادل إلى أي مدى أنتم راضون عن هذه التجربة التي لا تتكرر كثيرا على مستوى العالم وما أبرز ما تتوقفون أمامه فيها؟
– بلا شك كانت تجربة صعبة لكنها ناجحة تعلمنا منها الكثير في كيفية التصرف في الحروب وكيفية تصحيح المعلومة واللحاق بها وإيصال المعلومة للعالم حيث كانت كل دولة تريد معرفة معلومات عن جيوشها.. في تلك المرحلة استضفنا آلاف الصحفيين قدمنا لهم المعلومات وتفاصيل يجب نشرها للعالم لمعرفة ما يدور في المعركة وقمنا بمتابعتهم.
أستطيع القول والجزم إن الإعلام الخارجي كان هو الجندي الإعلامي الحقيقي الذي عمل في حرب الخليج.

أكبر إنجاز
• بشكل عام ما هو أكبر إنجاز في مسيرتكم بوزارة الإعلام؟
– في اعتقادي أن إشرافي على المعارض لمدة 9 سنوات متواصلة وإصراري على حمل المملكة للعالم الخارجي، يعد أكبر إنجاز أفخر به، وأود التنويه أنني أدين بالفضل في نجاح تلك المعارض للتوجيهات والدعم الشخصي الذي حظيت به من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، تلك التوجيهات الفعالة والمتابعة الدؤوبة التي كانت أكبر داعم وحافز لي شخصيا منه، بالإضافة إلى توجيهاته ــ حفظه الله ــ ودعمه للجنة المشرفة على المعارض، حينما كان أميرا لمنطقة الرياض آنذاك.
ومما لا شك فيه أن إشرافي على المراكز الإعلامية في حرب الخليج يعد أيضا إنجازا أعتز وأفخر به ولا يمكنني ذكر الإنجازات دون ذكره والحديث عنه.

مناهج التعليم
• لنعد مرة أخرى إلى التعليم حيث كنت أستاذا بقسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز، وهذا يقودنا إلى طرح قضيتين هامتين الأولى تتعلق بمناهج الإعلام بشكل خاص ومناهج الجامعات بشكل عام، كيف يمكن إعادة النظر في جدوى وجودة المخرجات التعليمية لتلبي احتياجات مشروعات الرؤية ومتطلبات التنمية؟
– بعد حصولي على الدكتوراه تحفظت على التوجه للتدريس في مبنى كلية الإعلام لأن التدريس كان كله نظريا وهذا يخالف قناعاتي.. فأنا مقتنع أن الإعلام يحتاج إلى ممارسة عملية حيوية، الرفض جاء حتى لا أشارك في جريمة تخريج أجيال تحفظ نظريات وكلاما في الكتب فالدراسة النظرية لا تكفي لصقل شخصيات تقود الإعلام وتعمل في الحقل الإعلامي ، واتجهت للتدريس في مركز إعلامي كنت قد جهزته لخدمة طالبات الجامعة عن بعد.
لابد من إعادة النظر في هذا الموضوع لتخريج طلاب جاهزين وقادرين على دخول سوق العمل، أين هم خريجو الإعلام من الوسط الإعلامي؟ عدد كبير من الموجودين في هذا الوسط هم إعلاميون بالموهبة وليس بالتعليم.
• أخيرا ماهي حكايتكم مع إنشاء عدة قنوات إعلامية؟
– استطعنا أن نخطو خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث بدأ التفكير في قناة للطفل “قناة سبيستون” في عام 1996،وقد انطلقت القناة فعليا في عام 2000م، وكان الهدف من إطلاق هذه القناة هو الاهتمام بالطفل، والاتجاه للتركيز على الهوية والعادات والتقاليد والتصدي للغزو الإعلامي لعقلية الطفل، والحفاظ على اللغة العربية لتأصيلها لدى الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *