اجتماعية مقالات الكتاب

هذا ما حدث في الجامعة

• تقدم للقبول في الجامعة ولم يصله الرد.. انتظر حتى قبل بداية الدراسة بوقت .. ما كان أمامه إلا الذهاب لعمادة القبول والتسجيل .. لم يجد اسمه من المقبولين .. حاول شرح ظروفه .. النتيجة النهائية “نسبتك لا تؤهلك للقبول في الجامعة “. الطرق تكاد تكون مغلقة إلا طريق واحد، وهو الوصول لمدير الجامعة- لعل وعسى- بعد انتظار لم يكن طويلا..المدير بانتظارك في الموعد المحدد، استجمع قواه وأوراقه ، قابله المدير بكلمات مشجعة، بعد ذلك بدأ الطالب كلامه بهدوء وثقة ولغة سليمة، ما جعل المدير يستمع له جيدا، منحه وقتا مناسبا للحديث عن مشكلته التي تمثلت في ظروف صحية صعبة قبل أيام الاختبارات وخلالها .. قدم أوراق الإثبات .. شكره المدير، رد عليه بقبوله في الجامعة بشرط، وهو إذا اجتاز الفصل الأول بنسبة مرتفعة يكمل دراسته. أما إذا لم يحصل ذلك، فعليه البحث عن مكان آخر يناسبه .. وافق الطالب على الفور. دعا الله، سبحانه وتعالى، أن يعينه وألا يحدث له ماحدث في تلك الأيام.

• بدأ الدراسة في الفصل الأول.. حرص على الانتظام وعدم التأخر عن المحاضرات والتركيز والبعد عن كل ما يؤثر على مساره الدراسي لأنها مرحلة مفصلية ومفترق طرق لمستقبله، ليثبت لمدير الجامعة أنه يملك القدرة على الحصول على نسبة نجاح عالية، وأن نتيجة الثانوية ليست مقياسا لمستواه. الظروف المرضية كانت سببا رئيسا، وليس إهمالا، أو لا مبالاة .. انتصف الفصل.. نتائج مبشرة تلوح، لا توجد بوادر إخفاق، كما كان يطمئن المقربين له، بأنه يحقق ما خطط له.. ويتبقى النهاية، وهو ما وصل إليه بنتيجة فتحت له الأخبار السارة بإكمال دراسته في الجامعة، التي كان يتمناها، وفي تخصص حرص عليه لأنه يأتي مثلما يقال، وفق متطلبات سوق العمل.

يقظة:
• أكمل دراسته الجامعية بتفوق. لم يتأخر وقتها في الحصول على وظيفة بشركة كبرى.. تدرج خلال عمله حتى وصل لمراكز قيادية.. لا ينسى أبدا مدير الجامعة الذي منحه فرصة فتحت له الآفاق وحقق له ما يريد، وأنقذه من منعطف، قد يصل، لا قدر الله، إلى طرق مسدودة يدفع الثمن غاليا من حياته ومستقبله .. هذا ما حدث في جامعة عربية بأسلوب مديرها الناجح الذي راعى ظروف الطالب وأنقذه وأمثاله من الضياع وقدم خدمة لوطنه بالاستفادة من أبنائه بأمانة وإخلاص.

تويتر falehalsoghair
‏hewar2010@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *