الإقتصاد

صمود المدن الذكية في وجه الأزمات

بقلم : د. طارق أسلم
مدير«أڤيڤا» في الشرق الأوسط وإفريقيا

قدرة المدن أو المؤسسات على الصمود وضمان الاستمرارية، باتت محطّ تركيز أساس في ظل الجائحة، وأوقات الكوارث والتمكن من إعادة البناء سريعًا والازدهار بعد وقوع الحدث. ويعتمد ارتفاع مستويات الصمود في المدن على البنية التحتية النوعية والمجتمعات المترابطة والحوكمة السليمة – وعندما تتضافر تلك المكونات معًا، يصبح بوسع المدن التعايش مع الأزمة والعودة سريعًا إلى ما كانت عليه؛ مهما كانت صعوبة الوضع.
وتعمل المدن الذكية على تحسين كفاءة العمليات والخدمات في المدن وترتبط بالمواطنين من خلال استخدام مراكز متكاملة للقيادة والتحكم، حيث تعمل تلك الوحدات المركزية على دمج أجهزة تقنية الاتصالات والمعلومات عبر شبكات إنترنت الأشياء لإدارة الخدمات الحيوية خلال الأزمة وبعدها.
دور التحول الرقمي
لقد أظهرت لنا الجائحة دور التحول الرقمي في مساعدة المؤسسات على التطور لتصبح كيانات غير مرتبطة بالموقع ويمكنها الربط بين العاملين عن بعد فيما تحقق نتائج محسّنة. وفيما ننتقل إلى وضع طبيعي جديد في عالم ما بعد الجائحة، فإن القدرات الرقمية ستستمر في كونها مقياسًا للصمود الاقتصادي.
وتعمل البيانات والتحليلات الموحدة على تزويد المؤسسات الذكية ومشغلي المدن الذكية، بمعلومات أكثر مصداقية يمكنهم الاعتماد عليهم لمساعدة السلطات في فهم البيانات واستخدامها عبر مختلف التطبيقات اللازمة لاستمرارية المدينة. وبالمثل، يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي الاستفادة من البيانات في تجربة الحلول المختلفة من أجل تحقيق أقصى أثر ممكن وتوفير سيناريوهات واقعية للنمذجة من أجل تعزيز القدرة على الصمود. ومن خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن إجراء وتكرار الاختبارات عبر مجموعة لا نهائية من السيناريوهات لتحديد الحلول ذات القيمة الأعلى بشكل آلي، مع توفير وقت المطورين للمشاكل الأكثر إلحاحًا وأهمية.
أعلى أداء بأقل تكلفة
تسمح المرئيات المستمدّة من البيانات بإيجاد بنية تحتية أكثر مرونة وتساهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة. فاستخدام أكثر التقنيات تطورًا في بيئة البيانات الموحدة يسمح لفرق العمل بتعزيز الأداء إلى الحدود القصوى فيما يخفض التكلفة والتأخير إلى أقل مستوياتهما ويضمن كفاءة العمليات التشغيلية ، وبالنظر إلى النمو الهائل في معدلات استهلاك البيانات، فإن المدن التي تستثمر في التقنيات المبتكرة ستكون السباقة للازدهار في السنوات المقبلة.
وتعمل “أڤيڤا” مع كبرى المدن، مثل لندن الرائدة في تقنيات المدن الذكية، بالإضافة إلى عدد من المدن الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 50 ألف نسمة أو أقل، والتي تسعى للاستفادة من التكنولوجيا لتحسين الاستدامة والقدرة على الصمود في وجه الكوارث والأزمات. فحلولنا تساعد في توحيد عمليات المدن لضمان الخدمات الآمنة والموثوقة والمرنة، بينما يمثل مركزنا للعمليات الموحدة حلول القيادة والتحكم الخاصة بالبنية التحتية ومشغلي المدن الذكية، التي تقوم على نهج تكاملي لنظام يجمع كافة الأنظمة معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *