الدولية

مليشيات إيران تهدد استقرار الشرق الأوسط

البلاد – رضا سلامة

تصاعدت انتهاكات المليشيات الإيرانية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، مشكلة خطرا متعاظما على دول المنطقة، وفقا لما كشفه تقرير بريطاني، قطع بأن الميليشيات التي أنشأها الحرس الثوري تلعب دورًا أساسيًا في العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا والعراق وأفغانستان، متوقعا استنساخ طهران للمزيد من المليشيات في المنطقة والتي تشبه “حزب الله” في أعمالها الإرهابية، ما يشكل تهديدا على أمن واستقرار الشرق الأوسط، خاصة وأن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تنفذ أجندة الملالي في اليمن.
وبحسب تقرير معهد توني بلير للتغيير العالمي، قفز عدد الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني إلى رقم غير مسبوق، بعد الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ما جعل هذه المليشيات تشكل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط، بينما وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني بأنها جزء مباشر من الشبكة الإيرانية لزعزعة الاستقرار، وتسعى لتقويض الحكومات ومنع الدول من ممارسة سيادتها الحقيقية، تعزيزًا لأيديولوجية نظام الملالي في إيران. وقال :”للأسف من الواضح أنها ارتفعت ولم تنحسر في السنوات التي أعقبت الاتفاق النووي في عام 2015″.

وخلص الباحثون إلى أن تخفيف العقوبات بعد الاتفاق النووي لم يؤدِ إلى اعتدال جهود الميليشيات المدعومة من إيران أو إلى حلها، إذ بلغ عدد الميليشيات ذروته في السنوات التي تلت الاتفاق الإيراني، وعملت في جميع أنحاء الشرق الأوسط وقامت بتنفيذ مؤامرات إرهابية واغتيالات في أوروبا.
وحدد التقرير 194 نشاطا للحرس الثوري الإيراني في 51 دولة، وخمس قارات، منذ عام 1979، تنشر أيديولوجيته المتطرفة في جميع أنحاء العالم، عبر شبكة من الميليشيات ومنظمات القوة الناعمة، مما يقوض الأمن الدولي.
وأوصى الباحثون بإجراءات أكثر شمولًا لمكافحة إرهاب الحرس الثوري الإيراني وميليشياته، تشمل أصول ميليشيا القوة الصلبة للحرس ومعاقبة وتفكيك البنية التحتية التي بنتها إيران لدعم هذه الجماعات، مثل منظمات القوة الناعمة كجامعة المصطفى ومؤسسة الخوميني للإغاثة، والتي تلعب دورًا محوريًا في تجنيد المقاتلين الأجانب وتتيح غطاءً لعملياتهم في الخارج.

وفي السياق، حذرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، من أن إيران ربما تسعى لتنفيذ أو التشجيع على شن هجمات محدودة ضد القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا والضغط عليها للانسحاب، مشيرة إلى أن طهران حاولت تجنيد سوريين محليين في شرق دير الزور لجمع معلومات عن القوات الأمريكية وقوات التحالف داخل سوريا، وربما تحاول تمكين هؤلاء الأفراد من تنفيذ هجمات نيابة عنها.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن سلوك إيران في الأسابيع والأشهر الأخيرة يظهر ابتعاد طهران عن الاتفاق النووي، داعيا الملالي إلى العودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
جاء ذلك تعقيبًا على التقرير السري للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يشير إلى إنتاج إيران لليورانيوم المعدني، في أحدث انتهاك إيراني لتعهداتها النووية. وأضاف برايس أن الإجراءات المحتملة لإيران في إنتاج اليورانيوم المعدني، وسلوك طهران الأخير بشكل عام، هي خطوة تتخذها إيران “لتبتعد عن الاتفاق النووي”، وهذا يجعل التعاملات الحالية للحكومة الأمريكية مع حلفائها والكونجرس بشأن إيران أكثر ضرورة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير سري لأعضائها، إن إيران بدأت في إنتاج اليورانيوم المعدني، منتهكة بذلك الاتفاق النووي، وبناءً على ذلك، فقد أنتجت كمية قليلة من هذه المواد بعد تركيب معدات جديدة في موقع نطنز. وتعد هذه الخطوة انتهاكًا للاتفاق النووي، حيث تعهدت إيران بموجب الاتفاق النووي بالامتناع عن ممارسة أي أنشطة أو بحوث في مجال تعدين اليورانيوم لمدة 15 عامًا، لكن وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري، إن إيران أنتجت كمية صغيرة من اليورانيوم المعدني في 8 فبراير بعد تركيب معدات جديدة في منشآت أصفهان النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *