الدولية

أردوغان يساوم بـ»إس – 400” ويصعد ضد اليونان

القاهرة – عمر رأفت

عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا للتلاعب والمرواغة، والمساومة، معلنا التخلي عن المنظومة الروسية “إس- 400” مقابل توقف الولات المتحدة عن دعم القوات الكردية شمال سوريا، وفقا لما نقلته وكالة “بلومبورج” الأمريكية عن مسؤولين أتراك.
وزعم المسؤولون أن السلطات التركية، متمسكة بتحسين العلاقة مع واشنطن، بينما قال خبراء إن أنقرة تخشى خسارة إمدادات قطع الغيار الخاصة بأنظمة السلاح الأمريكية، وستتخذ هذه الخطوة لإنقاذ الاقتصاد الذي يواجه عددا من الأزمات من الانهيار، إذا فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب منظومة الصواريخ الروسية. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده منفتحة على التفاوض، مشيرا إلى أنهم لن يستخدموا منظومة الدفاع الصاروخي باستمرار، بل سيتم استخدامها وفقًا لحالة التهديد، ما يؤكد المرواغة التركية المستمرة في هذا الملف. من جهته، أكد السفير الأمريكي ديفيد ساترفيلد، أن سياسة واشنطن في العمل مع القوات الكردية السورية لم تتغير، وإن تركيا سيتعين عليها التخلص من “إس -400” إذا أرادت رفع العقوبات الأمريكية.

ويأتي التراجع التركي بالتزامن مع تنديد أغلبية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ بانتهاكات النظام التركي لحقوق الإنسان، ومطالبة بايدن بالضغط على أردوغان لبذل المزيد لحماية هذه الحقوق، حيث وقع 54 من أعضاء مجلس الشيوخ على رسالة انتقدت أردوغان على تهميش المعارضة، وإسكات وسائل الإعلام الناقدة، وسجن الصحافيين، وشن حملة تطهير في صفوف القضاة المستقلين.

ومن المتوقع أن يكون بايدن أكثر صرامة مع أنقرة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، فمنذ الانقلاب المزعوم في عام 2016، اعتقلت حكومة أردوغان ما يقرب من 300 ألف شخص، وأوقفت وفصلت ما يربو على 150 ألف موظف مدني، وأُغلقت مئات المنافذ الإعلامية وسُجن العشرات من نواب المعارضة، كما تسجن تركيا حوالي 120 صحافيا في رقم هو الأعلى عالميا في ظل التراجع المستمر لحرية التعبير وقطاع الاعلام منذ الانقلاب الفاشل. وتحتل تركيا المرتبة 157 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود. وبينما تراوغ أنقرة في ملف “إس – 400″، عاد أردوغان، أمس، ثانية إلى التصعيد ضد اليونان على الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته الأسابيع الماضية، بعودة المفاوضات بين البلدين، زاعما أن بلاده لن تتساهل مع جارتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *