الدولية

مليشيات الوفاق تنقلب على الحوار الليبي

طرابلس – البلاد

بينما تسابق الكتل السياسية الوقت للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة الليبية ويعالجها من جذورها باختيار أعضاء السلطة التنفيذية، استبقت مليشيات حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة انطلاق منتدى الحوار الوطني في جنيف، أمس (الاثنين)، معلنة نفض يدها من الالتزام بنتائجه، معترضة على ترشيح وزير الداخلية فتحي باشاغا لمنصب رئيس الحكومة، كما رفضت عملية “صيد الأفاعي” بالمنطقة الغربية التي يعتزم باشاغا إطلاقها لملاحقة المهربين، زاعمة أنها عملية وهمية من أجل مصالح سياسية.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية لملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف أمس لاختيار أسماء المرشحين للسلطة التنفيذية التي من المقرر أن تقود البلاد حتى إجراء الانتخابات أواخر العام الجاري، فيما أشادت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز، بالتقدم الذي أنجز خلال تلك الرحلة الشاقة من الحوار السياسي، والتغلب على العديد من التحديات من قبل المشاركين الليبيين.

وقالت إن الشعب الليبي بحاجة إلى نجاح الجهود السياسية، والتوصل إلى حل للأزمة، مضيفة أن الليبيين ينتظرون من مسؤوليهم الإجابة عن العديد من الأسئلة حول مستقبل البلاد، مشددة على أن الكثير من العمل ينتظر المجتمعين. وأضافت “لدينا فرصة حقيقية الآن لاختيار سلطة تنفيذية موحدة”.
ولفتت وليامز، إلى أن كل المرشحين للمجلس الرئاسي سيقدمون برامجهم للتعرف عليها، كما من المتوقع أن يجيب المرشحون عن أسئلة جمعتها البعثة أمس لأكثر من 1000 مواطن ليبي حول مسائل أساسية تعنى بمستقبل البلاد.

وأعلنت البعثة الأممية في وقت سابق، لائحة المرشحين للمجلس الرئاسي الانتقالي ومنصب رئيس الوزراء، والذين سيتوجب تعيينهم لضمان عملية الانتقال بحلول انتخابات ديسمبر المقبل، كما يتوجب على هذا المجلس الانتقالي إعادة توحيد مؤسسات الدولة وضمان الأمن حتى الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل. وكانت مئات الآليات العسكرية على متنها مسلحون تحركت في وقت متأخر مساء الأحد في موكب ضخم من المنطقة الغربية نحو العاصمة طرابلس، معلنة في بيان مصور، رفضها لمخرجات الحوار السياسي، داعية السراج إلى إعادة لم شمل المجلس الرئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات. اعتبر محللون سياسيون أن المليشيات المسلحة التي تحولت من المنطقة الغربية إلى طرابلس هي الجناح العسكري الذي بدأ السراج في تأسيسه لحمايته، والذي يطالب ببقائه في السلطة، مشيرين إلى أن السراج المدعوم من تركيا يأمل في فشل الحوار السياسي لإعادة ترميم المجلس الرئاسي بشكله الحالي برئاسته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *