الدولية

أردوغان يقود تركيا إلى العزلة

البلاد – عمر رأفت

يمضي الرئيس التركي نحو نهاية مشواره السياسي، بسبب الممارسات القمعية لمعارضيه في الداخل والخارج، وتدخله في شؤون الدول الأخرى، إذ تتواصل محاولات حكومته لاغتيال المعارضين ورعاية الفساد، ما يجعله على حافة الرحيل، خصوصا بعد رفض أوروبا تودده.
ورحلت السلطات النمساوية أمس (الأربعاء)، جاسوسًا تركيًا، أقر بأنه تلقى أوامر باغتيال ثلاث شخصيات نمساوية تنتقد سياسيات أردوغان، وذكرت أن قرار ترحيل فياض أوزتورك، الذي كان من المفترض محاكمته في 4 فبراير القادم، تم على أساس أنه يشكل تهديدا لأمن الناس، حيث اعترف لجهاز الاستخبارات النمساوي بأنه تم تكليفه من قبل المخابرات التركية باغتيال ثلاث شخصيات نمساوية تنتقد سياسات أردوغان، وهم النواب الثلاثة بحزب الخضر الكردي: بريفان أصلان، أندريس ستشيدار، وبيتر بيلز. وقال أوزتورك إنه كان من المقرر اغتيال النائبة أصلان في شهر مارس المنصرم، لكن العملية لم تتم لتعرضه لكسر في الساق أثناء تواجده بإيطاليا، بينما وُضعت أصلان تحت حماية الشرطة النمساوية إذ لايمكنها مغادرة منزلها دون سترة واقية من الرصاص. وقالت أصلان إن الهجوم المخطط ضدها كان جزءًا من عملية أكبر لنشر الفوضى والترهيب في عموم أوروبا.

وكشفت أصلان في وقت سابق عن شبكة من عملاء المخابرات العسكرية التركية في فيينا والعديد من المقاطعات النمساوية الأخرى، التي كُلفت بإثارة الاضطرابات بين المجتمعات التركية والكردية في البلاد.
وفي ملف فساد حزب أردوغان، أرسلت وزارة الداخلية 3 مفتشين، لتسلم ملفات فساد الحزب الحاكم التي أعلن عمدة البلدية أكرم إمام أوغلو في وقت سابق أنه سينقلها للقضاء، حيث تم تسليم 35 ملفا من أصل 40 ملفا للفساد إلى المحققين. ومنذ تولي أكرم إمام أوغلو التابع لحزب الشعب الجمهوري المعارض، رئاسة بلدية إسطنبول، بدأ التحقيق في قضايا الفساد التي قال إن مسؤولين تابعبن لحزب العدالة والتنمية تورطوا فيها أثناء إدارتهم للبلدية.

ويواجه أردوغان ضغوطا داخلية وخارجية لردع ممارساتها العدوانية، إذ تجري القوات الخاصة من اليونان وقبرص والولايات المتحدة تدريبات مشتركة في المنطقة البحرية قبالة القاعدة البحرية في خليج سودا بجزيرة كريت، بجنوب اليونان، وفقا لوسائل إعلام يونانية، أكدت تصميم التدريبات الثلاثية لتعزيز التعاون بين قوات البلدان الثلاثة، وذلك تحسبا لأي اضطرابات بالمنطقة، في ظل تغول تركيا على الحدود البحرية اليونانية والتنقب عن الغاز قبالة قبرص، ما يجعل من الأهمية الاستعداد الجيد لأي مناوشات من قبل أنقرة التي تسعى الآن لتهدئة الأوضاع، غير أنها قد تنقلب في أية لحظة.
إلى ذلك، قال تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إن الأفعال الذى يقوم بها الرئيس أردوغان فى السياسة الخارجية قد تجعل تركيا معزولة عن العالم، مبينة أن تدخلاته في أذربيجان وسوريا وشمال العراق، وإرسال قوات إلى ليبيا وانخرط فى مواجهة بحرية مع اليونان أغضبت حلف الناتو وأعادت إشعال الخصومات القديمة، مشيرة إلى أن آمال انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى تلاشت وسط انعدام الثقة في أردوغان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *