إن التغيير هو مفتاح الحياة السحري الذي يجعلنا نواكب التطور ونتقبله ونحقق ذواتنا من خلاله إذ أنه يجعل عجلة سير حياتنا مُتحركة ومواكبة للتطور والنمو الذي يبني المجتمعات من اكتساب العادات السلوكية الصحيحة التي تعود علينا بالنفع وتعودنا على الايجابية.
قد نقع في فخ الاخطاء المتتالية ويخلق لنا شعوراً دائماً بعدم أهليتنا للتغير ونستسلم بغضب عارم اذ اننا نتعامل مع مجتمعنا المحيط بعدوانية ونلقي اللوم عليهم فلا نعترف أننا أخطأنا وننسى أن إصرارنا على الخطأ وعدم الاعتراف به .. وعدم تصالحنا مع ذاتنا يعتبر تصدياً للتغيير وبهذه الطريقة لا مجال لتحقيقه.
الاصرار على القاء اللوم على الاخرين يخلق لنا تبعات أخرى اذا اننا لن نسمح للآخرين بأن يعبروا عن آرائهم عنا ولا نتقبل النصح منهم أبداً لأننا نظن أننا لا نخطئ وهذا خطأ أعظم لاننا بهذه الطريقة نحن نقاوم التغيير ونظن اننا لسنا بحاجته بل على المجتمع ان يغير من نفسه وهذا ما يسببه شعور الدفاع الوهمي لنا.
نجد أننا غارقون في الماضي وآلامه ولحظاته ، تتوالى الأيام علينا يتعاقب الليل والنهار وتمر الفصول الأربعة علينا دون أي تفاعل منا لأننا مقيدون بالماضي الذي مضى ولن يعود لكننا فقدنا قدرتنا على تخطيه وقلقنا يتأجج حول المستقبل وكل فرصة عظيمة ذهبت في مهب الريح ضاعت لقلقنا .. ثم نجد أننا صامدون في وجه التغيير لأسباب صدقناها وسلبت منا قدرتنا على مواكبة التطور.
لوم ضمائرنا أشد إيلاماً من لوم الآخرين لنا و لذلك نغذي عقولنا بالمعرفة الوهمية التي تخلق لدينا شعور الاكتفاء و أننا لسنا بحاجة للتغيير و هذا خطأ جسيم ذو اضرار حادة و نتائج سلبية لأننا لا نلبث الا ونجد أننا الوحيدون و سبقنا الجميع نحو تحقيق اهدافهم و تطوير حياتهم و الوصول الى اعلى المنازل و تبدأ المعاناة التي لم يتسبب بها لنا أحدُ سوانا.
إن تصدي التغيير لهو سلوك عدواني مع الذات يسبب لنا أضرار نفسية بليغة و يفقدنا لذة الاندفاع و الانخراط في خضم الحياة و الاستمرار بالتغيير و مواكبته و ينتج من الخوف و القلق و عدم الرضا عن الذات.
لقد خلق الله فينا الطاقات الكامنة و القدرة الابداع و الابتكار و حب التجديد و معرفة كل ما هو مفيد و هذا هو طريق السعادة و النجاح لأننا نمتلكها و هذا يحقق لنا الرضا عن الذات فيجب علينا صب تركيزنا على الحاضر و ترك الماضي و التقدم بشجاعة نحو النمو و التطور و تحقيق ما نود تحقيقه.