رياضة مقالات الكتاب

المهنا والخَط

في خبر نُشر في إحدى الصحف ذكر أن لجنة الحكام ناقشت رفع شكوى رسمية لدى النيابة العامة ضد الحكم السابق عمر المهنا؛ بسبب رأيه في خطأ خط التسلل أثناء هدف اللاعب مايكون الملغي في مباراة الفيصلي والنصر. وترى اللجنة أن رأي المهنا خطأ وتسبب في تجييش الشارع الرياضي.

شخصياً أجد أن هذا التصرف ربما يكون مبالغاً فيه لقناعتي أن هذه اللعبة طالما يمارسها، ويحكمها، ويشاهدها البشر. فالخطأ أمر حتمي؛ مهما تداخلت فيها التقنية، وهذا الأمر ليس حصراً على كرتنا، ولكنه ظاهرة عالمية، فالآراء، والتبريرات حول الحالات ستظل متعددة، وتختلف من شخص لآخر، حسب ميوله وأهدافه، ولعل من قرأ التعليقات على الحالات التي ذكرها رئيس دائرة التحكيم في حسابه الجديد في تويتر سيجد أن الحالات مهما كان وضوحها حتى بالنسبة للشخص الخبير، ستجد من يتحدى ذلك الرأي من زاويته الخاصة وربما بأسانيد قانونية قابلة للتفسير المنطقي.

أعود لرأيي في أن ردة الفعل برفع شكوى ضد المهنا أمر مبالغ فيه؛ لأنني أرى أن هنالك تصاريح أخرى أشد خطورة ، تقوم (بتجييش) الشارع الرياضي ضد التحكيم خصوصاً، وتُشكك بشكل أكبر في النوايا أجدر بالحزم تجاهها من هذه الحالة ، ورغم قناعاتي الشخصية تجاه السيد عمر المهنا كحكم وإداري إلا أنني أرى أنه لم يقل سوى تقديره للحالة، وربما تكون المفردة التي استخدمها ذات جدل، ولكنها ليست كتصريح الدكتور بخاري الشهير، الذي تعدى الجدل إلى ضعف المهنية (من الناحية الإدارية البحتة) في انتقاد موقع وزملاء عمله علناً، وهو أمر يُعتبر سلبية إدارية بحتة.

أعتقد أن هنالك ما هو أكثر أهمية للتعامل معه بحزم من تغريدات، وتصاريح؛ سواء كانت من منطلق الانجراف خلف الحماس أو اثارة الجدل، فمثل هذه الأمور تؤدي الى ما هو أبعد من انتقاد مستوى التحكيم إلى استسهال التشكيك في الذمم والنوايا وفقدان الثقة بين أفراد المجتمع، وهذا أمر أشد خطورة من (خط) المهنا.

بُعد آخر
السيد فرناندو تريساكو(مشكوراً) أنشأ حساباً في تويتر للتوضيح والإسهاب في الشرح للحالات التحكيمية المثيرة للجدل، ولكن أعتقد أنه من الأفضل أن يكون هذا الأمر من خلال برنامج مرئي على القنوات الرياضية (ربما أسبوعي) باستضافة عدد قليل من الإعلاميين، أو ربما (إن فكرنا خارج الصندوق) استضافة حضور جماهيري محدود في الاستوديو، وربما من خلال بث مباشر على اليوتيوب للوصول إلى شريحة جماهيرية أكبر؛ لتعم المنفعة جمهورًا أوسع، فأنا أؤمن بأن التواصل المرئي المادي في هذه المسألة أفضل من الكتابة خصوصاً إن كانت بلغة غير العربية.
MohammedAAmri@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *