جدة- ياسر بن يوسف
مع انطلاق موسم شتاء السعودية في العاشر من شهر ديسمبر الماضي، انتعشت أسواق الحرف اليدوية في واحة الأحساء، وارتفع الطلب تحديداً على “الخوص” الأحسائي الشهير.
ترتكز صناعة الخوص في الأحساء على وجود ثلاثة ملايين نخلة، وتوارث بين الأجيال لأسرار ومهارات التصنيع (سرير نوم، خزائن طعام، سلال نقل الأشياء) الدارج في الحياة اليومية، ثم قفز شباب وفتيات الأحساء بموروثهم إلى خطوط الموضة العالمية (حقائب اليد، والأحزمة، وقبعات الرأس).
ينتمي صانعو منتجات الخوص إلى فئات الحرف اليدوية غالباً، والتي قد تأخذ في حالات قليلة شكل المؤسسات الصغيرة، وهم شرائح سريعة التأثر الإيجابي بمواسم السياحة؛ لأن الخوص صناعة محلية يدوية تتداخل فيها الثقافة والفنون وحاجة يوميات الإنسان، وتتجاوز كونها مجرد مشتريات تذكارية إلى الاعتماد عليها في الحياة اليومية، وأحياناً تكون لها الأفضلية.
بات الخوص يطل في مهرجانات التسوق بوجوه جديدة، منها: حاضنات هدايا، ولفائف باقات ورد، وحقائب نسائية، وأصبح له مسارات تجارية عصرية ثم أصبح سلعة ثابتة في الأسواق الدائمة، وعاد أيضاً كملمح يتزايد وجوده في المطاعم الشعبية، والديكور الداخلي للفنادق ومرافق الإيواء.
انعشت مواسم السياحة صناعة الخوص يدوياً؛ ففي الأحساء عاد الشباب للتفتيش في أيادي الآباء والأجداد عن (أسرار الصنعة) ومسمياتها الأصيلة، وأسلوب تلوين “خصلاتها”، واللمسة الفنية الأخيرة القادرة على إبهار السائح.
تمنح الأحساء فرصاً متعددة للسائح، منها رؤية أسلوب تجفيف الخوص تحت أشعة الشمس، ثم تقسيمه بحسب أطواله، ومشاهدة “السفافة”، ومعناها صناعة الخوص ككل، وتجريب تصنيع “المجبة”، وهي أداة هرمية الشكل لحفظ الطعام، وأيضاً المشاركة في تلوين الخوص من خلال (تغميسه) لمدة خمس دقائق فقط في ماء مغلي تم إضافة الألوان.
تملك الأحساء مشاهد وفعاليات سياحية متعددة منحتها استحقاق أن تكون وجهة سياحية ضمن 17 وجهة اختارها موسم “شتاء السعودية” الراغب في تمكين القطاع الخاص من قيادة الجهود السياحية، والتأكيد على أن المملكة العربية السعودية وجهة سياحية غنية بالاكتشاف والمغامرة، والتراث والثقافة، والكرم والترحاب، والتنوع الطبيعي والمناخي، وأن موسم “شتاء السعودية” يقدم تجارب سياحية جديدة، وأنشطة شيقة، مفعمة بالتنوع الطبيعي والمناخي والثقافي، وتناسب كل أفراد العائلة.