كتب :محمد الجهني
لم تكن قمة العلا ( 41 ) التي جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي يوم امس الثلاثاء سوى حلقة من حلقات الشعور بالمسئولية فيما يعزز تحقيق وحدة قادة وشعوب المنطقة باعتبار أن المجلس ضرورة لا خيار في ظل التحديات والصمود الذي بدأ مشرفا كون المجلس المعقل الأخير لتحقيق تطلعات وآمال الامة العربية بشكل عام وأبناء وبنات الخليج بشكل خاص.
لا ينكر منصف الإنجازات التي تحققت تحت قبة مجلس التعاون الخليجي منذ اربعة عقود قياسا لتجمعات مماثلة سقط بعضها قبل لحظة الميلاد فيما تساقطت البقية بحكم عدم التجانس، ولهذا تتعالى الأصوات لتحقيق مزيد من الإنجازات على طريق الوصول للتوافق العربي المستهدف، ولهذا أيضا يستشعر قادة الخليج الحكماء الأثر البالغ للوحدة والتعاون على جني ثمار الأمن والاستقرار بحكم الأهمية البالغة للطمأنينة على مشوار التنمية إذ لا تنمية ولا رفاهية دون بسط الأمن في منطقة جوارها يموج بالسخونة وينغمس بالصراعات والنزاعات المستوردة.
لقد جسد البيان الختامي لقمة السلطان قابوس والشيخ صباح – وهو المسمى الذي وجه خادم الحرمين بإطلاقه على قمة العلا – المعاني الصادقة والسامية لمجابهة الاخطار المحدقة ودرء التحديات انطلاقا من ايمان راسخ بأهمية الحرص على سلامة وامن منطقة مستهدفة، ومع هذا أضحت مركزا من مراكز الاستقرار ورغد العيش وسط مطامع إقليمية باتت مكشوفة للقاصي والداني حالت فطنة قادة دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية دون تحقيقها وما غزو الكويت عنا ببعيد إضافة الى الأثر الذي خلفته التدخلات والتهديدات من قبل ملالي ايران والطامعين وبعض المنظمات والأحزاب المنخرطة بالإرهاب وجملة التحريض المتواصل الصادر عن مرتزقة متربصين لأهداف تدميرية بحته تشمل الخليج وأهله دون استثناء.
كل المحاولات البائسة اليائسة المباشر منها وغير المباشر لزعزعة استقرار المنطقة باءت بالفشل الذريع وسقطت على صخرة الوعي والتكاتف لأن المروءة والشهامة والنخوة صفات فطرية مشتركة لمجتمع متجانس حد التطابق اضحى عصيا على الاختراق بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر ولعلنا نستحضر بالفخر والاعتزاز المواقف المشرفة والنبيلة طوال العقود الأربع الماضية لأحداث جسام عصفت بالخليج وأهله فخرج منها بإيمان راسخ يعزز الوحدة التي دعت اليها المملكة وتضمنتها الإستراتيجيات العامة لمجلس التعاون.
لقد جسد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حرص المملكة على وحدة الصف، مؤكدا حفظه الله أهمية صيانة مكتسبات المجتمعات الخليجية ومثمنا الأدوار التاريخية لقادة الخليج ومقدرا دور السلطان قابوس والشيخ صباح ومتأملا مواصلة الإنجازات وعلى رأسها حماية الامن ودرء اخطار المتربصين شرا بالمنطقة.