من الطبيعي جداً أنك سمعت في يوم من الأيام أن شخصاً تعرفه مُصابا بالعين أو أنه مسحور أو محسود …الخ، كل تلك المُسميات التي يتم إطلاقها على الأمراض التي قد تصيب الإنسان تظل أمراضا حسّية يدور حولها الكثير من الجدل.
ولا أقصد بالجدل – هنا – الجدل على حقيقته، ولكن ما أعنيه هو الجدل على ماهيته وأعراضه وكذلك وضع الخطوط الواضحة بينها وبين المرض النفسيّ بتعريفه العلمي المُتعارف عليه، إضافة إلى طرق علاجها ومدة الشفاء المُتوقعة، فكل تلك الأمور هي أمور ذات أهمية لشريحة من المجتمع الذين ما زال لديهم الكثير من الأسئلة التي لم يجدوا لها إجابات شافية.
في حقيقة الأمر أن وجود هذه الفجوة بين السؤال والجواب؛ أوجدت لنا فئة من ذات المجتمع يدعون بأنهم القادرون على تحليل تلك الأمراض، بل وتوصيفها بشكل دقيق، وصرف العلاج المناسب لها، والتوقع بالمضاعفات في حال عدم الالتزام!
الإشكالية الكبرى في هذه المسألة هي أن ما يقومون به من ممارسات قد لا يكون لها – أي – أساس من الصحة، ليكونوا بذلك خير من يمثل مصطلح الوهم ليقدموه لأناس يبحثون عن الدواء لمريضهم، بل وإن البعض منهم قد يقفون حاجزاً بين المريض وجميع طرق الطب الأخرى من خلال توصياتهم غير المحسوبة مطلقاً، فتزداد حالته سوءاً
لا أتهم أحداً بعينه، ولكن ما أرفضه ويرفضه كل عاقل أن يُقدم الوهم على أنه دين !، وأن يكون الاستغلال للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مجالا للتكسب والربح ؛ في حين أن الواجب علينا أن نصونها عن كل ما من شأنه أن يعرضها لأي تلاعب.
نعم ؛ نؤمن تمام الإيمان بوجود ما أقرّ الدين بوجوده، كما أننا كذلك لا ننكر حقيقة العلم النفسي المبني على دراسات وأبحاث أثبتت نتائجها الإيجابية، وهذا الإيمان وعدم الإنكار يقوداننا إلى ضرورة البحث عن التشخيص السليم دائماً، وكذلك عن الاستعانة بكل ما هو مفيد، مع الأخذ بالاعتبار ألا نكون ضحايا لمن يتحدثون لنا بالعموميات المجردة والمجردة فقط!
szs.ksa73@gmail.com