اجتماعية مقالات الكتاب

“باريستا” .. بوابة عبور

المظاهر أصبحت اليوم تحتل مكانة متقدمة لدى أعداد كثيرة من المجتمع وتعتبر لدى الكثير أهم من الأساسيات خاصة مع انكشاف المستور وأصبح الداخل معروفا أكثر من الخارج بسبب ثورة وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها على الحياة اليومية ونشر أدق تفاصيلها، وبذلك يصبح القشر أهم من اللب.

إلى فترة قريبة ومهن كثيرة لا يُقبل عليها الناس ويعتبرونها من الوظائف الدنيا ومنها صناعة القهوة وتقديمها رغم أنها مهنة شريفة ولا عيب فيها، لكن مجرد ما تقول لشخص أو تعرف به أنه “قهوجي” تقوم الدنيا ولا تقعد وكأنك ارتكبت جريمة نكراء ، وفي المقابل عندما تقول إنه “باريستا” وهي تعني “صانع القهوة” فكأنك ألبسته تاج الفخامة والتقدير والاحترام وأصبح الشباب يتهافتون على العمل في محلات صناعة القهوة بوظيفة “باريستا ” ويتفاخرون بذلك أمام الجميع.

وهنا يتضح أن المشكلة ليست في المهن ولكن في المسميات فبمجرد أن أصبح الأسم أجنبيا أقبل شبابنا على هذه المهنة التي كانوا ينبذونها بمسماها العربي المحلي ، وهذا يفتح المجال لرجال الأعمال أن يبحثوا عن مسميات رنانة للمهن التي لا يقبل عليها الشباب كالنجارة والحدادة والسباكة إلى آخره من المهن التي كان آباؤنا وأجدادنا يمتهنونها بكل حب وبرعوا بها .

البارستا اليوم يقدم لك نفسه بكل فخر والأجمل أنه يقدم لك كوب القهوة وهو فخور بأنه من صنعه لك ، وأصبحت محلات تقديم القهوة منتشرة بشكل لافت والجميل أن ملاكها هم من يعملون فيها بكل حب وفخر ، وإن شاء الله أننا نرى في القريب العاجل توجه شبابنا للمهن الأخرى التي سوف تفخر بهم ، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال، كيف نجذب شبابنا لهذه المهن ونجعلهم فخورين بها ؟ لذلك لابد أن نستفيد من تجربة محلات القهوة ونجعل “الباريستا” بوابة عبور ، وكلنا في خدمة الوطن.
manjaber@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *