متابعات

الهروب من الرسوم بالتخطيط يحول البيضاء لمتنزهات

جدة ــ ياسر بن يوسف

تحولت مخططات الأراضي داخل مدينة جدة تحديدا لمتنزهات تقصدها الاسر لقضاء وقت جميل في أجواء ربيعية رائعة حيث تشهد ارصفة تلك المخططات الجاهزة والمهجورة المعروضة للبيع كثافة من قبل ممارسي الرياضة فيما تفترش الاسر بقية الأرصفة والميادين الى مابعد منتصف الليل.

ويستغل المتنزهون قرب هذه المخططات وخلوها في ظل بطء عمليات البيع والتشييد نظير رفع الأسعار بشكل غير مقبول لا يتكافأ مع القيمة الفعلية المنطقية بعد ان جاء التخطيط من باب الهروب من رسوم البيضاء، وفي الآونة الأخيرة عمد عدد من أصحاب المخططات إلى تخطيطها هربا من رسوم الأراضي البيضاء ولكنهم في الوقت نفسه يرفعون أسعار القطع السكنية بصورة فلكية الأمر الذي أدى إلى أن تتحول تلك الأراضي البيضاء إلى متنزهات يقصدها سكان جدة خصوصا في موسم الشتاء، وعبر التخطيط فإن اصحاب المخططات السكنية يهربون من رسوم تطوير الأراضي.

في البداية تحدث احمد الغامدي قائلاً: تعشق الأسر السعودية منذ القدم رحلات البر ” الكشتات ” لاسيما في فصلي الشتاء والربيع عندما يكون الجو معتدلاً أو مائلاً للبرودة، بهدف الاستمتاع بالمساحات الواسعة سواءً بالبر أو البحر بعيداً عن أجواء المدينة وصخبها.
وأضاف ” لم تقتصر عادة التخييم أو كما يطلق عليها في السعودية “الكشتة” على الأسرة، حيث اتجهت مؤخراً العديد من السيدات السعوديات في مختلف مناطق المملكة للقيام بمثل هذه الرحلات بهدف الاستمتاع بتلك الأجواء برفقة صديقاتها والمقربات، حتى أصبح المنظمين لتلك الجلسات يخصصون قسم للعائلات وآخر للسيدات”.


وأشار إلى أن كثيرا من السعوديين يستمتعون ببرودة أجواء الشتاء في رحلات في الجلوس في مثل هذه الأراضي الخالية بعيدا عن الزحام ، ويمارسون فيها عادات التخييم والانتقال من أجواء المدن إلى الحياة الطبيعية وجلسات السمر برفقة لهيب النار في الحطب المتقد والتي تعيد للنفوس سكينتها وصفاءها. وتنتعش رحلات الكشتة هذه الأيام تزامناً مع إجازة منتصف العام الدراسي، لتشهد تضاعف الطلب على المخيمات والمساحات الخضراء في الصحاري المجاورة للمدن.

وفي سياق متصل عبرت هدى عبدالله انه يصطحب السعوديون معهم أدوات الطبخ لتحضير طبق مختلف بالطريقة التقليدية، والمطهوة على الحطب، يتبعها شرب شاي الجمر، وهو شاي ذو نكهة بريّة خاصة لكونه يُعد بلا غاز ولا فرن كهربائي، بما يضفي طابع البساطة لهذه الرحلات، بعيدا عن صخب مكائن إعداد القهوة والشاي ومستلزمات الحياة العصرية، وهو ما يمكن وصفه بحالة من الصوم عن ملامح المدنية ومكوناتها، في الالتفاف حول (شبة النار) التي يتطاير منها الدفء مع احتساء شاي الجمر والكرك أو التلذذ بالقهوة العربية ورائحة الهيل الفواحة.

وأضافت المرأة السعودية اليوم تخصص لوقتها مساحة خاصة بعيداً عن أجواء العمل والمنزل وضغوطات الحياة، وتختار الطبيعة والجلسات الخارجية والتخييم، وخرجت هَبّة ” الكشتة” عن الإطار التقليدي القديم، حيث تستمتع السيدات بأشهى المأكولات والوصفات أثناء الالتفاف حول “شبة النار”، ويحتسين شاي أو قهوة الجمر ذات الطعم المختلف في ليالي الشتاء الباردة. من جهته أوضح الخبير السياحي مازن الزبيدي، أن أكثر من 70 % من العائلات السعودية تحب أجواء البر والتخييم حيث يجد الكثير منهم المتعة في العودة إلى بساطة الحياة، وهناك العديد منهم خصص في منزله “بيت الشعر” لقضاء مثل تلك الأجواء والاستمتاع بهذه اللحظات وسط شبة النار والشاهي على الجمر والضيافة البدوية الأصيلة.

لافتاً إلى أن كثير من رجال الأعمال اتجهوا مؤخراً للاستثمار في مجال التخييم والمخيمات في العديد من المواقع في السعودية. المتحدث الرسمي لامانة محافظة جدة محمد بن عبيد البقمي أوضح بأن الامانة لديها أكثر من 500 حديقة متنوعة بكافة المحافظة اضافة الى المتنزهات والواجهات البحرية الموجودة انما بالنسبة لجلوس العوائل والاسر في الاراضي البيضاء فليس لدينا دخل بذلك. وأكدت أمانة محافظة جدة جاهزية هذه المرافق العامة، والاهتمام بتعقيمها وتطهيرها ومراعاة النظافة العامة لها، حفاظاً على صحة وسلامة مرتاديها، مشيرة إلى أنها مكتملة التجهيزات من ألعاب للأطفال ومسطحات خضراء ومظلات إلى جانب أعمدة الإنارة والأرصفة والجلسات ومواقف السيارات وبقية الخدمات الأخرى التي توفر قضاء الأوقات السعيدة للأفراد والعوائل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *