رياضة مقالات الكتاب

مدرب لجميع الأذواق

هل يجب على مشجعي كرة القدم، أن يعرفوا كل شيء عن قواعد وتكتيكات اللعبة؟ بعض عشاق كرة القدم يستمتعون فقط بالمشاهدة، ومشاركة العاطفة والشعور المثير؛ بينما يبحث ويتبحر الآخرون لمعرفة المزيد عن القواعد التكتيكية والمهارات ؛ حيث لديهم فهم أفضل في كرة القدم، وهذه الفئة أحيانا يتملكها نوع من “الغرور” فيطلقون على الصنف الأول “مشجعي كرة القدم المزيفين” ، ويذهبون إلى ماهو أبعد عندما يتمادون في انتقادهم وتقييمهم للمدربين بطريقة مبالغ فيها، ولكن الأدهى من ذلك هو تقلبهم السريع في مواقفهم تجاه المدربين، وأرى أمامي هذا الأمر متمثلاً في مدرب نادي الاتحاد كاريلي، ففي خلال فترة قد لاتصل للشهرين انقلب الناقدون المطالبون بالرحيل إلى مبتهجين طامحين في عودة الأمجاد على يديه؛ لذلك نسأل السؤال “السرمدي” هل يجب أن يعرف مشجعو ومحبو كرة القدم كل شيء عن القواعد والتكتيكات والمهارات. أم يكتفون بالاستمتاع؟

هل هناك مدرب يمكنه تدريب وإدارة الفريق مثل الساحر ذي القوة الخارقة، بحيث يستطيع تطبيق أسلوبه بحذافيره، وإمتاع المشاهد بأداء الفريق، وفي نفس الوقت يستطيع المشاهدون جميعاً فهم وقراءة أسلوب اللعب. سيجيبك البعض بالقول: نعم ، إنه كلوب أو جوارديولا أو حتى بيلسا، ولكن هناك فئة ستقول إن هذا المدرب هو مورينهو، ويجادلونك بكل قوة بأنه هو الساحر رغم انتقاد الكثيرين لتكتيكاته مثل “ركن الباص”، ولكنها طريقة لإثبات قدراته الدفاعية، وأساس لتحولاته الهجومية المضادة، وهذا الجدال ستجده- ليس فقط بين المشجعين العاديين- ولكن حتى المشجعين المتبحرين في اللعبة، والإعلاميين، وحتى بين لاعبي كرة القدم.

المدير الفني لديه تحديات كبيرة يواجهها في إعداد الفريق، والطريقة الأنسب لاستخدام الموارد الموجودة لديه أمام منافسين متنوعين، قد يفوقونه قدرة على الصعيد التكتيكي والفني، وليس بالضرورة أن يكون ذلك بإمتاع الناظرين من المشجعين سواء المشجع العادي أو المشجع “المثقف” كروياً، ففي أحيان كثيرة لن يستطيع قراءة ما يقوم به المدرب تكتيكياً على الملعب إلا مدرب مثله، وحتى في هذه الحالة ستكون هناك أوضاع لن يستطيع تفسير ما يقوم به المدرب إلا هو شخصياً.
بُعد آخر

يعتقد نجم المنتخب الألماني، والبايرن، توماس مولر أن جوارديولا “يعيش في عالمه الخاص” فهو لم يقتنع تمامًا بأساليب جوارديولا على الرغم من فوزه بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الألماني، وكشف أن خلفه أنشيلوتي كان أقرب إلى لاعبيه من سلفه، حيث قال لصحيفة بيلد “جوارديولا: يعيش في عالمه الخاص..فقد كان يقضي يومه في التساؤل كيف يمكنه تحريك اللاعبين مترين أو ثلاثة أمتار خلال المباراة لإيجاد حل مثالي.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *