شباب متابعات

الإبداع حق متاح للجميع

جدة ــ حليمة أحمد

لا تشكل الإعاقة أبدا حاجزا أو عائقا لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية من ان يتحدوا الصعاب ويحققوا احلامهم في مجالات ليست بالسهلة او اليسيرة، وقد اثبت تاريخ المملكة بدعم من هم يواجهون تحدي النجاح بقدرات مختلفة والحرص على تتويج انجازاتهم عبر تسليط الضوء عليها ومكافأتهم بشتى الطرق والوسائل التحفيزية لتحقيق مسيرتهم بأكمل وجه، ومن هذه الوجوه المضيئة التي تحدت الظروف الرسام والمصمم السعودي راكان عبد العزيز الكردي والذي استطاع بالعزيمة والإصرار مواصلة مسيرته في إيصال عطائه للآخر عبر لوحات تنبض بالدهشة وألوان قوس قزح .

“البلاد” التقت الكردي فقال إن هناك مفاهيم عديدة لذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى مواهبهم فمنهم المخترعون والمصورون والموسيقيون، حيث أن الموهبة ليست فقط لمجموعة معينة من الناس ، والتحديات هي حافز للمواهب، لافتا إلى أنه يعاني من ضمور عضلي وحصل على عدة جوائز في مجال الرسم ، موضحا في الوقت نفسه أن أسرته كان لها دور كبير في تحفيزه وتشجيعه على الرسم وأنشأت له مرسما خاصا في منزل الأسرة يزاول فيه الرسم بكافة إيقاع المدارس الفنية المختلفة . وإستطرد بقوله أن أول لوحة من أعماله كانت لنفسي، كنت أريد أن أجرب رسم شكلي، وكانت الرسمة بدائية جداً، بدون أي احتراف، وأذكر أن معلمتي في المرحلة الابتدائية، اكتشفت موهبتي حيث قالت لي في الحصة الفنية “لديك حس فني جميل، وإن استمررت وصقلت هذه الموهبة فستصبح محترفاً”، فأخذت بنصيحتها ، لافتا إلى أنه إلى جانب الرسم والتصميم فإنه يحب الاستماع للموسيقى الهادئة مثل الناي والبيانو والكمنجة والأغاني الطربية.


ويضيف أذكر أنني بدأت الرسم منذ الصغر ، عندما كنت في الثامنة من عمري ، وكانت رسوماتي كاريكاتورية من أفلام الكرتون ، وكنت أرسم مشاهد من التلفاز ، وقال ” إن لوحة ولي العهد مع الصقر هي اللوحة التي أفتخر بإنجازها لأنها تلقت 4 ملايين مشاهدة في 19 ساعة فقط على تطبيق تويتر”.
وأضاف شاركت في عدة معارض وفي عدة مهرجانات وكنت القى اقبالا كثيرا من الحضور وتشجيعهم لي على الاستمرار، ولقد حزت على المركز الاول في معرض كان بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية” كاوست ” ، والمركز الاول في مسابقة مبادرة عمار لدعم ذوي الاعاقة
وأوضح المهارات التي اكتسبها من الرسم قائلا: اكتسبت عدة مهارات من الرسم ، الصبر على النتائج وعدم الاستعجال ،و التركيز على الهدف والنسب ، تقوية الخيال و زيادة الحس الإبداعي


كما قال: الحياة كلها تحديات وأنا من عشاق التحديات. كل يوم هناك تحد جديد وأهداف جديدة نطمح إليها. وعلى الرغم من إعاقتي ، لم أستسلم ليوم واحد لحالتي الصحية على العكس من ذلك وضعتها كتحدٍ لأثبت نجاحي رغم الظروف الصحية التي أواجهها يوميًا
ذكر أطول فترة رسم فيها هي 18 ساعة في اليوم ، وقال من الفنانين العالميين الذين تأثر بهم الفنان ليوناردو دافنشي لأنه من مؤسسي مدرسة الواقعية وأنه عاشق لفنه.

وأضاف أن الرسالة التي أريد أن أنقلها من خلال رسوماتي هي: أن الإعاقة لا تحد من العطاء ، وأن كل إنسان مسخر لما خُلق له ، جميعنا مميزون ولدينا شغف ومهارات ولكن علينا اكتشافها ، ومن رسوماتي اعطي رسالة للعالم ان الفن يحيى الروح و يغير من تفكير الشخص ومن حياته للأفضل ، وأن الانسان يجب ان يعمل و يكافح بحياته لكي يثبت انه موجود بمجتمعه ، و ان الانسان الذي لا يعمل تماما كالذي بلا روح ولا عقل.
قال: أنصح الشباب بعدم اليأس ، وان يحاولوا ويبادروا بأفكار جديدة تفيد المجتمع ، وان يعملوا في مهن بسيطة في بداياتهم لكي يكتسبوا الخبرات ، وان يكونوا مكافحين ، فالخير الوفير متاح للجميع ولكن ينتظر من يتحرك لأجله.
وفي ختام المقابلة ذكر من الاهداف المستقبلية أن تكون لي مشاركات دولية خارج المملكة بعد رحيل جائحة كورونا.. ومنها الى العالمية، لرفع اسم وطني المملكة العربية السعودية عالمياً، بدعم مجتمعي والذي يدعم ذوي الهمم ويقف بجانبهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *