اجتماعية مقالات الكتاب

مواقع التواصل الاجتماعي وإبراز الكفاءات

تغلغلت مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الأفراد آخذة في تغيير أنماط حياتهم الاجتماعية والثقافية من جميع الأصعدة سواء على المستوى الأسري أو على مستوى المجتمع، حيث أضحى الناس يتواصلون فيما بينهم عبر هذه المواقع بغية تأسيس علاقات اجتماعية يتم من خلالها تبادل الخبرات المجتمعية والقدرات والمهارات والكفاءات الشخصية للأفراد والتواصل مع الأصدقاء.

وأهم مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال لا الحصر الفيسبوك، تويتر، يوتيوب، لينكد إنستقرام وغيرها من الوسائل الأخرى التي توفر للفرد بيئة مثالية للتعريف بقدراته ومهاراته الشخصية وإبرازها للآخرين لجذبها والاستفادة منها، كما تمثل هذه المواقع مكتبة كبيرة للمعرفة وتبادل الخبرات والتجارب الإنسانية، بجانب أنها تلبي اهتمامات الفرد المعرفية وتتيح له التعرف والاستفادة من مهارات الآخرين المتاحة على هذه المواقع.

ويمكن تقسيم مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لهدف تأسيسها أو الخدمات التي تقدمها إلى مواقع مهنية تضم أصحاب بعض المهن لخلق بيئة معرفية وتدريبية، وأخرى ثقافية تهتم وتجمع أولئك الذين لديهم اهتمام بمعرفة أو علم معين، علاوة على تلك المواقع الشخصية التي يستخدمها مجموعة من الأفراد بغية التعارف وإنشاء صداقات فيما بينهم.

وتعمد الكثير من المؤسسات والشركات إلى جذب واستقطاب الكفاءات والخبرات المميزة التي تفصح عن قدراتها في مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية الأخرى، كما تفتح مواقع التواصل آفاقاً معرفية جديدة وكبيرة لتبادل الخبرات والتجارب الشخصية الرائدة، بجانب أنها توفر فرصاً مهنية جديدة للكثيرين، حيث أضحت هناك فرصاً للعمل الكامل أو الجزئي للكثير من الشباب لا سيما وظائف مثل كاتب المحتوى وإخصائي تسويق منصات التواصل الاجتماعي ومصمم الجرافيك والمتخصص في تصميم إعلانات المنتجات على الشبكة العنكبوتية وغيرها.

وهنالك حاجة إلى دور الوسيط المعرفي الذي يضطلع بتقديم المعلومات المرتبطة بإمكانيات ومهارات وقدرات الأفراد وعرضها في مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة جاذبة لكافة المنشآت ورجال وسيدات الأعمال الذين هم في حاجة لتلك المهارات، وعلى الصعيد العملي فإنه من الأجدى على المنشآت والمؤسسات أن يكون بينها وسيط معرفي يُعهد إليه القيام بإبراز إمكانيات وقدرات المؤسسة ومهامها وتقديمها إلى كافة الجهات الراغبة في الاستفادة من تلك المعلومات، بجانب إبراز إمكانيات وقدرات العاملين في تلك المؤسسة لكافة الراغبين للاستفادة منها.

وأخلص إلى أن العالم الرقمي بوسائطه الاجتماعية هو آلية مثلى لعرض الخبرات والكفاءات والمهارات الخاصة بالأفراد، وعلى الجانب الآخر وسيلة ناجعة للمنشآت ورجال وسيدات الأعمال للوصول واستقطاب تلك الكفاءات والمهارات التي تنشدها وضمها إلى صفوفها بغية إضفاء مزيد من التطوير والإضافة على أعمالها ومهامها.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *