لكل أمة قيمتها التاريخية ونهضتها الحضارية ومفاهيمها الفكرية إضافة إلى أدواتها التعبيرية، ومن خلال كل تلك المعاني المتعددة يمكنُها أن تُحدد مراحلها السابقة واللاحقة، متى ما أدركتها بشكل جيد وجعلت منها مرجعية قابلة للتحسين، وكذلك الاعتزاز بما هو محل للاعتزاز.
وتأكيداً على ما سبق؛ تظل اللغة بصورتها اللفظية أهم أداة تعبيرية لكونها قادرة على إعطاء أكبر مساحة ممكنة للتواصل الداخلي بين أبناء المجتمع الواحد، كما أنها قد تكون مقياساً جيداً لمدى تقدم الأمة بين الأمم من خلال ما قد تقدمه من علوم ذات تأثير لتكون بذلك جاذبة للآخرين ليتعلموها ويترجموا منها. ومما لا شك فيه أننا كأمة عربية نتمتع بالمكانة الرفيعة بين الأمم من قديم العصور، ولدينا حقاً ما نعتز به من معانٍ يُشيد بها المنصفون من الأمم المختلفة عنّا؛ ولعل من أبرز ما نملك هي اللغة التي كان لها المُشاركة المؤثرة في صناعة الكثير من المنجزات.
نعم؛ لغتنا العربية تلك اللغة التي تُرجمت منها المعارف، تلك اللغة التي نُعبر بها عن كل شيء بُيسر وسهولة، تلك اللغة التي تعطينا الدقة وتأخذنا إلى مساحات الجمال؛ لنجد بها مقالا لكل مقام، ولا غرابة في ذلك ؛ فهل بعد نزول القرآن بها – أي – رفعة؟
إنها ليست شعارات نرددها؛ بل شعور نجد فيه القيمة الحقيقية للافتخار، شعور يدفعنا للتأمل والتعلم، علاوة على تحفيز النشء وزرعها في نفوسهم، دون التقليل من أهمية اكتساب – أي – لغة أخرى ؛ فالأمر لا يتعارض مطلقاً، بل هي فرصة رائعة للإطلالة على عوالم أخرى للإفادة والاستفادة.
لنكن مُعتزين بلغتنا العربية دائماً، وليكن اعتزازنا بمعرفة مكانتها واكتساب ما يمُكننا اكتسابه من علومها، ولنحرص على أن نُقدمها للآخر ضمن مجموعة قيمنا السامية بأفضل صورة ممكنة، ولنتذكر دائماً أن تصرفاتنا ونظرتنا لما نحن عليه تُعطي الكثير من الانطباعات؛ فلنكن مُعتزين بذواتنا وبلغتنا التي تستحق ذلك.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com