رياضة مقالات الكتاب

أعيدوا لنا “ الوحدة “

أعتقد أن أكبر المتشائمين من محبي الوحدة، لم يكن يتوقع للحظة أن تكون هذه هي بداية الفريق في الدوري- ليس على مستوى النتائج فقط – ولكن حتى على مستوى فقدان الهيبة.
من الطبيعي أن تخسر، ولكن من غير المعقول أن تخسر بهذه السهولة المتناهية، ومن فرق كانت تعاني الأمرين بسبب الغيابات الإجبارية. فالفريق الذي قدم موسمين ماضيين جيدين، إلى حد كبير وانتزع في الموسم الماضي المركز الرابع في سلم الترتيب والبطاقة الآسيوية يعاني كثيرا في هذا الموسم حتى الآن. فكان من المتوقع أن نرى فرسان مكة في منحنى تصاعدي، وخصوصا أنه يملك عناصر أدائية جيدة، قدمت عطاءات كبيرة، وإدارة اكتسبت خبرات مميزة بعد موسمها الأول الناجح بامتياز. فالفريق الذي صنع ” هويته ” باقتدار، وأمتع كل المتابعين، وأصبح مرشحا قويا في كل اللقاءات نجده اليوم، لا يجد الطريق المناسب للإقناع والقدرة على انتزاع النقاط، ولا يستطيع حتى هذه اللحظة مغادرة مناطق أسفل الترتيب، بالإضافة لمشاركة آسيوية مقبلة، فيها تشريف وطن.

في اعتقادي الشخصي، ومع التغييرات الكثيرة في اللاعبين، التي حصلت في هذا الموسم تحديدا، بدخول لاعبين جدد على التركيبة الوحداوية؛ سواء على المستوى المحلي، أو حتى الأجنبي يتفق أو يختلف الكثير حول أهمية وجودهم في هذه الفترة، أو مغادرة غيرهم ممن كانوا ركائز مهمة في الموسم الماضي، إلا أن الفريق قادر كمنظومة أن يعيد ترتيب أوضاعه وتعديل أموره الفنية للعودة لجادة الطريق المؤدي إلى الموقع الصحيح، الذي يتوافق مع طموح كل المنظومة الوحداوية.

ولكن هذا الأمر يحتاج إلى عمل كبير، وكبير جداً من الإدارة؛ أولها تصفية الأجواء داخل النادي، وكذلك الوقوف على الأخطاء التي أدت إلى فقدان الهيبة، وضياع الهوية، وإيجاد الحلول الفنية مع مدرب الفريق البرتغالي ” فييرا “، وأسلوبه الفني العقيم، وعدم قدرته على قراءة الخصم بالشكل المناسب سواء في بداية اللقاءات، أو حتى التغييرات الخمسة التي من المفترض أن تعطيك الأفضلية أو حتى طريقة التعامل مع اللاعبين أثناء المباريات، فالواضح جداً غياب الدافعية وعامل التحفيز، الذي يجعل اللاعب يقدم كل ما يمكن تقديمه في أرض الملعب، وبالتالي سينعكس إيجاباً على نتائج الفريق، وهذا الدور الكبير الذي يقع على عاتق إدارة النادي.

وعلى الجماهير الوحداوية أن تعي تماماً أن مسألة التغيير أصبحت من الأمور المعقدة وليست بالسهلة مع نظام الحوكمة والكفاءة المالية التي فرضتها وزارة الرياضة؛ لذلك يجب عليهم دعم الفريق وإدارة النادي بالنقد البناء الهادف، وإعطاء الحلول المنطقية حتى ” تعود ” الوحدة. فالنجاحات سيفرح بها
الجميع، والخسارات سترمى بظلالها على الجميع أيضا.
بقعة ضوء
حتماً ستعود ” الوحدة ” إذا أراد الوحداويون ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *