متابعات

أخصائية اجتماعية لـ(البلاد) : الكذب أحد تبعات «العنف الأسري»

الرياض- سمية القحطاني

يُعتبر الكذب أحد الآثار الواقعية المترتبة على ظاهرة “العنف الأسري”، التي أصبحت آفة تهدد استقرار المجتمعات، ذلك أن الطفل يلجأ للكذب؛ لتفادي العقوبة سواء كانت من خلال اللوم أو الضرب، كما أن المراهقين يكذبون لإخفاء تفاصيل وأسرار في حياتهم، ليضمنوا عدم معرفة الوالدين بما يفعلونه. حول هذا الموضوع، قالت الأخصائية الاجتماعية “حليمة الأحمري”: يُشكل الكذب أحد ردود الفعل التي يلجأ إليها الأطفال؛ لتجنّب العقاب أو العنف الأسري من قبل أحد الوالدين، وهو ينقسم إلى نوعين: الكذب العادي، والمَرَضي. وأضافت: الكذب العادي ينشد صاحبه الوصول إلى هدف محدد، كتجنب العقاب أو اللوم أو لتحقيق منفعة معينة، ويكون من دون تخطيط سابق، ويحدث بشكل تلقائي، بينما يكذب المصاب باضطراب الكذب المرَضي بلا ضغط خارجي، ولا ليحصل على منفعة، بل إن هذا الكذب قد يؤدي إلى إيذاء هذا الشخص نفسه وتعريضه للمشاكل.

أسباب متعددة
وأردفت: يندفع الطفل عادةً إلى الكذب نتيجة لعدة أسباب، منها كثرة الإذلال والقمع الذي يتعرض له، أو قد يلجأ إلى الكذب للحصول على العطف والرعاية؛ بسبب عدم ثقته بالكبار، ولشعوره بالحرمان، أو لكثرة العقاب، أو بهدف جلب الانتباه ولفت الأنظار إليه، أو بسبب ارتكاب بعض الآباء والأمهات الأخطاء والتصرف بلا وعي أو إدراك أمام أطفالهم.

هدم وفوضى
وأضافت”الأحمري”: مشكلة العنف تأتي كرد فعل غريزي للإحباط، أو التعرض للهجوم، أو لعدم تلبية توقعات الآباء والأمهات، بالإضافة لملاحظات الأطفال لسلوك الراشدين في الأسرة، والتي تمثل البناء والتنظيم الاجتماعي، أما العنف فإنه يشير إلى الهدم والفوضى وغياب التنظيم وسيطرة القوة.

طرق الوقاية
وحول طرق الوقاية الأخرى، قالت الأخصائية الاجتماعية: الحلّ هو محاولة توفير بيئة صحية محيطة بالطفل، والتركيز على عدم جعله طرفاً بالمشكلة، بأي شكل من الأشكال، وعدم استغلال وجوده من قبل أحد الأبوين للتجريح بالطرف الآخر أو الإساءة له.
وأضافت: لا بد من مواجهة الطفل بكذبه بشكل مباشر دونما تهديد ووعيد أو تحقيق يتعبه ويجعله يكذب بشكل أكبر، بل إخباره فوراً بالآثار المترتبة على ذلك الكذب، مع الأخذ بعين الاعتبار سبب قيامه بالكذب، والهدف منه.

أساليب للتعامل
وأردفت: هناك أساليب للتعامل مع السلوك، وإذا لم يعالج الكذب لدى الطفل في الوقت المناسب فإنه سوف يتطور ويصل إلى حد خطير، ويصبح مرضاً يصعب التخلص منه، لذلك يجب على الوالدين معرفة سبب الكذب ونوعه، بمعنى هل يكذب الطفل بشكل نادر أم متكرر؟ وإذا كان متكرراً فما نوعه؟ وما دوافعه؟ ولا يكفي نصح الطفل دوماً بصدق القول، بل يجب أن يظهر بأفعال الوالدين أمامه. وأكدت أهمية إعطاء الطفل مساحة للتعبير عن نفسه دون الخوف من العقاب، وإتباع أسلوب المناقشة والحوار. وواصلت: يجب أن نبتعد عن عقابه بعد اعترافه بكذبه؛ حتى لا نقلل من صفة الصدق ومكانته في نظره، ونبتعد عن الضرب كعلاج للكذب، وكذلك السخرية والتشهير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *