المحليات

التويجري: الحياد يعزز الدبلوماسية الوقائية في حل النزاعات

الرياض – البلاد

أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري أهمية مبدأ الحياد الذي تتبعه بعض الدول في تعزيز استخدام الدبلوماسية الوقائية في حل النزاعات والخلافات الدولية؛ وإقامة علاقات متبادلة المنفعة فيما بين بلدان العالم؛

موضحاً أن الاحتفال باليوم الدولي للحياد يوم 12 ديسمبر من كل عام يهدف لتعزيز الوعي العام بقيمته في العلاقات الدولية ومواجهة الأزمات المتصاعدة؛ وتأكيداً على أهميته في بناء منبر للمفاوضات السلمية وتعزيز دوره الفاعل في إقامة علاقات سلمية وودية ومفيدة للطرفين ؛مشيراً إلى أهمية التمسك بمبادئ السيادة والمساواة لجميع الدول لضمان سلامتها الإقليمية وتقرير مصيرها بنفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية؛ وتشجيع تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على نحو لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.

خدمة الإنسان بحيادية تامة
وقال الدكتور التويجري:” إن مبدأ الحياد هو أحد المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والتي تواصل عملها في خدمة الإنسان بحيادية تامة وتمتنع عن تأييد أي طرف من الأطراف في الأعمال العدائية أو المشاركة في أي وقت في الخلافات ذات الطابع السياسي أو العرقي أو الديني أو الأيديولوجي؛ ويرجع تقيدها به إلى كونه شرط للكفاءة المهنية التي تتطلب ثقة الجميع في كافة المواقف؛ ويمنع هذا المبدأ تورط عنصر ما في الحركة الدولية من التحيز لأحد أطراف النزاعات؛ ويمنعها من الدخول في نزاعات لها طباع سياسي، أو ديني، أو أيديولوجي؛ ويفرض عليها عدم التصرف بطريقة يمكنها أن تُسهل لأحد أطراف نزاع ما القيام بعدائيات.

الحياد.. صفة وقانوناً
يذكر أن الحياد هو الوضع القانوني الناجم عن امتناع دولة عن المشاركة في حرب مع دول أخرى؛ والحفاظ على موقف الحياد تجاه المتحاربين؛ واعتراف المتحاربين بهذا الامتناع وعدم التحيز؛ والدولة الحيادية هي الصفة القانونية لبلد ما يمتنع عن المشاركة في أي حرب أو نزاع بين البلدان الأخرى؛ ويلتزم مسافة واحدة من جميع الأطراف المتحاربة مع ضرورة اعتراف الدول الأخرى بنزاهة وحيادية ذلك البلد؛ وكنظام قانوني هو مجموعة القواعد القانونية الدولية التي تنظم العلاقات الدولية بين الدول المتحاربة والدول غير المشاركة في الحرب؛ ويخول للدول ذات السيادة الحق في البقاء بعيداً عن معترك الحروب.

المعاهدات والاتفاقات الدولية
وفكرة الحياد نصت عليها بعض المعاهدات والاتفاقات الدولية كمؤتمر باريس 1956 ولم تتبلور قواعده إلا في مؤتمر لاهاي الثاني؛ وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى والتي فضلت فيها بعد دول أوروبا التزام الحياد معتقدة أنه يحميها من اعتداءات المتحاربين؛ إلا أن الدول المتحاربة لم تقم وزناً للحياد الذي ظهر كمصطلح لأول مرة في القرن الرابع عشر؛ وظهر الحياد المؤقت قبل الحياد الدائم؛ وكان اتفاق اوترخت 1713 الموقع بين فرنسا وبريطانيا أول اتفاق يتناول شأن الحياد ؛ ويعد تصريح فيينا 1915 والمتعلق بحياد سويسرا الدائم والذي أكدت عليه فيما بعد اتفاقية فرنسا لعام 1919 أول حالات الحياد الدائم؛ ويعد إعلان باريس حول الحرب البحرية لعام 1856 نقطة انطلاق تقنين الحياد؛ وجاء في اتفاقية فاتيل لعام 1758 بعد تجديدها التأكيد على الالتزام القانوني الذي يقع على عاتق الدول المتحاربة على احترام حياد الدول التي تعلن رغبتها في عدم دخول الحرب؛ ولم يبرز الحياد بشكل قانوني إلا في القرن التاسع عشر مع اتفاقية لاهاي عام 1899 حول قانون الحرب ومن ثم اتفاقية لاهاي لعام 1907 ؛ وأكد ميثاق بريان كيلوغ لعام 1918 مبدأ الحياد كمركز قانوني ؛ وأشارت اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 إلى مبدأ الحياد في الاتفاقية الثالثة والمتعلقة بحماية أسرى الحرب والاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *