الدولية

«المطامع التوسعية» شرارة صدام بين تركيا وإيران

جدة – البلاد

عندما يذكر الاسمان “إيران، وتركيا”، يتبادر إلى الأذهان المشكلات التي تخلقها الدولتان في المنطقة؛ بسبب “مطامعهما التوسعية” والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ما جعل السحر ينقلب عليهما، وتبدأ شرارة صدام بينهما على إثر تصريحات الرئيس التركي أردوغان في أذربيجان حول مناطق شمال أراس الإيرانية، وإشارته الضمنية عن ضرورة انفصالها، ما اعتبره نظام الملالي تدخلا في شؤونهم الداخلية، مكتويين للمرة الأولى بنيران التدخل الخارجي، بعد أن عاثوا فسادا في دولا أخرى عبر مليشياتهم التي قتلت الأبرياء ونهبت الموارد في سوريا واليمن والعراق، ولبنان، ولا تزال تواصل تخريبها للبلدان العربية.

مقطوعة أردوغان الشعرية التي رددها أمام مرتزقته في مدينة باكو الأذربيجانية، التي تتحدث عن أهمية فصل “أراس” عن إيران، أثارت غضب الملالي، معتبرين أنها تستهدف وحدة الأراضي الإيرانية، متجرعين ذات “السم” الذي نفثوه على الدول العربية؛ إذ هاجت وزارة الخارجية الإيرانية، مستدعية السفير التركي لدى طهران وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على تصريحات أردوغان، الذي يعمد هو الآخر لإثارة القلاقل في مختلف البلدان. وقالت طهران: “لقد ولت مرحلة الأطماع التوسعية، وإيران لا تسمح لأحد بالنيل من سيادتها، ولن تتنازل عن أمنها القومي قيد أنملة”، غير أنها تناست أفعالها في بلدان المنطقة ومشروعها التوسعي تحديدا في اليمن ودعمها للحوثيين بالسلاح، لتفتيت وحدة اليمنيين وزعزعة أمنه واستقراره، ومحاولاتها المستميتة للتوسع في العراق، ودعم المليشيات لقتل الأبرياء، كما تفعل في لبنان مخربة اقتصاده عبر “حزب الله”، ومعرقلة لقيام حكومة إنقاذ تخرجه من أزمته الحالية، بينما قضت مليشيا الملالي على كل ما هو جميل في سوريا، وشردت آلاف الأسر ودمرت البلاد بالكامل، وجاءت الآن لتصرخ في وجه “المدمرة الأخرى” بأنه “ولى عهد التوسع”.

ويبدو أن السجال بين البلدين سيكون طويلا نظرا لعدائية كل منهما وأطماعه التوسعية، ما يجعل الخلاف قابلا للتمدد في مقبل الأيام، على الرغم من محاصرة البلدين بعقويات عالمية، آخرها التي أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس على هامش القمة الأوروبية في بروكسل، أنها قد تطال مسؤولين وقطاعات تركية، معتبرا أن أنقرة تهدد أمن أوروبا بتوريد السلاح والمقاتلين إلى ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *