الدين الإسلامي يحث على العمل التطوعي ويدعو إلى فعل الخير بشكل واضح من خلال الآيات البينات والأحاديث الشريفة. ولم تحفل أية ثقافة أجنبية بمثل ما حفل به التطوع في الثقافة الإسلامية، تبدأ بأبسط الأمور المتمثلة في الابتسامة في وجوه الآخرين. كسلوك لحُسن التعامل والتعايش مروراً بإماطة الأذى عن الطريق كإحدى شعب الإيمان، وصولاً إلى التضحية بالنفس من أجل إنقاذ الآخرين في حوادث الحرائق والسيول والغرق وقد قرأنا نماذج مضيئة عبر التاريخ.
والأعمال التطوعية أياً كانت تحقق الفلاح في الدنيا والآخرة. والتي دعا إليها الرب عز وجل في كتابه الكريم، لقوله تعالى (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وقوله سبحانه (فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم).
كما أن رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يحببنا في العمل الصالح وفعل الخير وفي الحديث (أحب الناس إلى الله أنفعهم) وما أخبرنا به المصطفى بأن (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تبعد عنه جوعاً). وهي دعوة صريحة لفعل الخير وكسب الأجر والمثوبة من رب العباد.
وهكذا نلاحظ الحث على المبادرة لعمل الخير الذي يتعدى نفعه إلى الغير إما بدرء مفسدة أو جلب منفعة من غير إلزام ولا إكراه سواء لإنسان أو حيوان.
والعمل التطوعي مؤشر لرقي الأمم وتقدمها، يساهم بقدر كبير في التفاعل الإيجابي وتحقيق الترابط والتآلف بين أفراد المجتمع وهو ما حرصت عليه حكومتنا الرشيدة ضمن مستهدفات الرؤية الوطنية الطموحة، ليكون وفق نهج سليم يحفز على التبنّي المجتمعي والتنظيم والتمكين وصولاً إلى مليون متطوع ومتطوعة عام 2030 بإذن الله.
ولعل المشاركات الفاعلة بمناسبة اليوم السعودي العالمي للتطوع قبل أيام تتجه في هذا المسار لإشاعة التراحم وبث المحبة بين الناس والعمل على تقوية الروابط بين أفراد المجتمع، والمساهمة في تنمية ونهضة البلاد. وهذا ما نتطلع إليه جميعاً وبالشكل المأمول.