يرتبط نجاح أي عمل بمنظومة التخطيط والأداء والنتائج .. وكي نصل إلى الغايات والأهداف وتحقيق رؤية 2030 ومعدلات النجاح فأنه لا بد من الاعتماد على العناصر التي تقود العمل من إدارات متخصصة وإشرافية ومن فريق العمل الميداني والمكتبي كل فيما يخصه من اعمال ومهام وواجبات. ترتكز بعض الأعمال على الشباب كوقود للمرحلة وعتاد للمستقبل وقد خطت العديد من القطاعات خطوات كبرى باعتمادها على العناصر الشابة وخصوصا التي لديها أدوات التميز من شهادات ومهارات ودافعية في حين كان اداء بعض القطاعات متوسطا ومتراجعا بسبب اعتمادها على شباب غير مؤهلين تأهيلا يوازي المهارات التي تتطلبها بعض المهن.
ومع الأهمية الكبرى للاستعانة بالشباب وتغيير الفكر الاعتيادي إلا أن وجود الخبرة يشكل عاملاً مهما في اتجاهات إدارة الأزمات في الأعمال وأيضاً التكيف مع العوائق التي تواجه المنشأة أو القطاع في حين أن هذه النقطة لا توجد عند الشباب الذي تغلب عليه احياناً السرعة وعدم قياس الأمور جيداً، إضافة إلى عدم القدرة على تحمل بعض مراحل التغيرات والتي تتطلب شخصيات يمتلكون الخبرة ولديهم بُعد النظر الكافي للتعامل مع المستجدات ودراسة الأمور بروية إضافة إلى أهمية الخبرة من خلال معرفة خلفيات وتداعيات المجالات التي تعمل فيها المنشأة مع وجود عامل هام جداً يتمثل في التخطيط الأمثل من قبل الخبراء لانهم سبق وأن تعاملوا مع ملفات متعددة ولديهم الخبرة الكافية في قياس مؤشرات الأداء ومعرفة المخاطر المحتملة وآلية مواجهتها.
وقد أثبت الشاب السعودي اليوم كفاءته وتميزه خصوصا في بعض الأعمال التي تتطلب تجديد الدماء وتغيير الهيكلة باستمرار، إلا أن هنالك قصورا في بعض الجهات التي مازالت تعتمد على الشباب بنسبة شبه كلية وأغفلت شباباً اخرين لديهم خبرات سابقة أو موظفين اصحاب تجربة عريضة الأمر الذي يتطلب وضع مزيج من الكفاءات في أي مشروع او عمل شريطة وجود العقول النيرة، والتي لديها أدوات التنوع والتجديد والتطوير والابتكار حتى تكون لدينا فرق عمل متكاملة تسهم في استثمار طاقاتها ومواهبها جنبا الى جنب لتحقيق الفوائد والمنافع. ورسالتي اليوم لكل مسؤول في أي قطاع الاستفادة من هؤلاء الشباب أصحاب الهمم والخبرة الذين يستطيعون أن يصنعوا فارقاً في التغيير ونجاح إداراتهم.