اجتماعية مقالات الكتاب

مدلولات ونتائج إغلاق منشأة صحية !

منشأة صحية، لها دور تخصصي مميز في تقديم خدماتها في إطار متكامل من الرعاية الصحية (وعلى مدى يزيد عن الأربعين عاماً) والمستفيدون من خدماتها يعانون من مرض معد، وخطير على المجتمع! وفي وجودها دليل على تكامل في الرعاية الصحية ضمن سلسلة مترابطة ومكملة لبعضها البعض. السؤال الذي يطرح نفسه، ماهي مدلولات ونتائج إغلاق مثل تلك المنشأة الصحية؟

يأتي قائد صحي ويتبنى تطبيق خدمة مرضى مصابون بمرض خطير ومعد، من خلال تقديم الرعاية الصحية المنزلية فقط! القائد الصحي يريد أن يجعل من ذلك التطبيق مؤشرا على استحداث تطبيقات جديدة في الرعاية الصحية! فتجده يضع جميع الحلول الممكنة لجعل الفكرة مقبولة (مهضومة)، مثلاً، إذا كان هناك مرضى وصلوا إلى مرحلة صعبة إكلينيكياً (مقاومة المضادات الحيوية)، وبحاجة الى التنويم والمتابعة المستمرة من قبل فريق طبي متخصص! ما هو الحل؟ الحل (من قبل القائد الصحي)، إحالتهم وتنويمهم في مستشفيات عامة! السؤال الذي يطرح نفسه، هناك مرضى بحاجة الى فترة زمنية طويلة في التنويم، فهل هناك منشأة صحية عامة (أعيد وأكتب عامة)، تستقبل الحالات المعدية التي تحتاج إلى عزل تام عن بقية المرضى المصابين بأمراض (غير معدية)؟ وأسئلة أخرى متعلقة بمثل تلك الحالات (المعدية)! وتحتاج الى متخصصين وليس لاتخاذ قرارات قد تكون لها أضرار (على المجتمع) مستقبلاً!

سياقاً في هذا الشأن، يأتي توجيه القائد الصحي بعد ذلك، بإغلاق المنشأة الصحية بحجة أنه لا فائدة من وجودها! وبناء منشأة صحية أخرى بميزانية جديدة! فجأة، يتم اعفاء هذا القائد الصحي (صاحب الفكر الثاقب في رؤيته) من المسئولية التي أسندت له. يذهب تاركاً خلفه كما من التراكمات السلبية على المجتمع! يأتي قائد صحي اخر خلفاً له، ليكمل سلبيات من كان عليه سلفه!

باختصار، وعلى مدى يزيد على أربعة عقود ماضية، اتت قيادات صحية ذات مقام عال وراق في الإدارة الصحية، توالت تباعاً وتولت الاهتمام بتطوير مخرجات المنشأة الصحية، ودعمها سنويا بميزانية مخصصة لصيانتها وتشغيلها! منشأة صحية تقدم خدمات متكاملة ويستفيد منها المواطن والمقيم والزائر (في فترة الحج والعمرة)، ماهي الفائدة المرجوة من اغلاقها؟ هل في وجودها ما يضر برنامج الخصخصة الصحية؟ هل في اغلاقها مدلول على تطور مستوى الرعاية الصحية؟ حقيقة علمية لا يستطيع إنكارها إلا جاهل بها وهي: تنويم مريض مصاب بميكروب معد وخطير (احتمال انتقال العدوى إلى من هم حوله عن طريق رذاذ التنفس) في مستشفى عام (يعاني من شح في غرف العزل وأحياناً لا تتوفر)، فيه مخالفة صريحة لجميع معايير سلامة المرضى والعاملين والمنشأة الصحية، والتي تتبناها وتطبقها (تلك المعايير) كل من وزارة الصحة والمجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية.
ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم العدوى والمناعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *