اجتماعية مقالات الكتاب

متضررون في فخ “مشهور”

عبد الله الاحمري

أقف حائرًا ويعتصرني الألم أمام الكثير من القصص الاجتماعية التي يذهب ضحيتها بعض أفراد المجتمع ، وما يزيد من القهر أن تكون القصة مرتبطة بالمتاجر الإلكترونية التي يتعامل معها الشخص عن بعد وعبر الأزارير الإلكترونية ويدفع رسوم المشتروات مسبقًا عبر الدفع الإلكتروني، وينتظر بفارغ الصبر وصول أغراضه بخير وسلام ، وفي حال أن طالت المدة وشعر الفرد بأنه تعرض للنصب والاحتيال فهنا تبدأ مرحلة أخرى من قصة المطالبات والشكاوى لدى وزارة التجارة.
إلى هنا وقد تبدو الأمور طبيعية بأنه من الممكن أن يتعرض الفرد للنصب عبر المتجر الإلكتروني، ولكن الأمر غير الطبيعي هو أن تشارك وتساهم مجموعة من المشاهير المعروفين في الترويج لتلك المتاجر التي احترفت مهنة النصب والاحتيال.

وحسب ما تداولته الصحف الإلكترونية فإن متضرّرين أكدوا أن أحد المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي “المشاهير” تسبّب لهم في خسارة كبيرة تجاوزت 4 ملايين ريال؛ وذلك بعد ثقتهم به وبإعلاناته التي يروّجها عبر حساباته بين الحين والآخر.
وفي التفاصيل، بيّن المتضررون أن “المشهور” روّج لهذا المتجر الذي وعدنا بتسليم طلبنا “أجهزة جوّالات” في مدة لا تتجاوز 15 يوماً؛ إلا أن هذه الفترة تحولت إلى أسابيع عدة ولم نجد تجاوباً لا من المتجر ولا من “المشهور”؛ وذلك قبل تحويل مالك المتجر إلى الجهات الأمنية من قِبل وزارة التجارة للاشتباه في وجود قضية نصب واحتيال.

فيما أكدت وزارة التجارة أنها ترصد مخالفات كل المتاجر الممارسة للتجارة الإلكترونية، وذلك وفقاً لاختصاصها بمهام رصد وتتبع نشاط التجارة الإلكترونية لحماية وحفظ حقوق المستهلكين وإيجاد بيئة تجارية منافسة وعادلة.
وبدوري أتفق مع مطالب المتضررين من الجهات المختصة بعدم السماح لمثل هؤلاء “المشاهير” بالإعلانات الوهمية التي يذهب ضحيتها عديدٌ من المواطنين، بل تحويل الاعلانات الى المؤسسات الإعلامية لضمان عملية البيع والشراء وحق المستفيد والمستهلك وعدم تعرُّض المواطن للنصب والاحتيال.

وفي الواقع عندما يتعامل الفرد مع المتاجر الإلكترونية فإنه مسبوق بالثقة بأنه لا مجال للخداع والاحتيال والنصب ، لأن هذه المتاجر وجدت أساسًا لخدمة أفراد المجتمعات لتجنبهم مشقة وعناء التوجه إلى المراكز والمحلات وإضاعة الكثير من الوقت في البحث عن الغرض أو المنتج المطلوب ، بينما يختلف الحال في المتاجر الإلكترونية إذ أصبح كل ما هو مرغوب شراؤه في متناول اليد ويمكن طلبه بضغطة زر والدفع الإلكتروني.
وما يزيد من الألم أن يشارك المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي في ترويج هذه المتاجر مقابل مبلغ يتم الاتفاق عليه ، وقد لا يكون هذا المؤثر أو المشهور ( يعلم أو لا يعلم ) بحقيقة الأمر فإن كان لا يعلم ما يدور في الكواليس فهذه مصيبة ، وإن كان يعلم فالمصيبة أعظم.

من وجهة نظري لابد من عقوبات صارمة وأنظمة للمشاهير والمؤثرين الذين يشاركون الجهات التسويقية في التعريف بمنتجاتهم ، فيما تستغل هذه المتاجر التقنيات في النصب على الضحايا ، فمثل هذه المتاجر وجدت لأهداف محددة تضمن حقوق الطرفين قانونيًا.
وأخيرًا.. خير نصيحة لمستخدمي المتاجر الإلكترونية ، التأكد من صحة المتجر وأنه مسجل رسميًا ، وأن تطبيقه موجود في الآبستور المعتمدة في هواتف الجوال ، وعدم الاندفاع وراء أي تطبيقات يسّوقها مشاهير ، فكم من شخص ذهب ضحية بمجرد الاستماع للكلام التسويقي الذي يسرده المشهور عن المنتج المرغوب شراؤه ، وضرورة قراءة التعليقات التي يسجلها البعض في خانة الملاحظات وتخص كل ما يتعلق عن المنتج وجودته.
والله من وراء القصد

shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *