استكمالًا لحديثنا عن أهمية، وأثر استضافة “الفورمولا 1″، فبالإضافة إلى التأثير الاقتصادي، تحقق البلدان التي تستضيف سباقات “الفورمولا 1” من خلال الترويج على التلفزيون مكاسب إيجابية كبيرة ، فسباقات “الفورمولا 1” إحدى الأحداث الرياضية الأكثر مشاهدة في العالم؛ حيث اجتذب 450 مليون مشاهد تلفزيوني في 2013؛ لذا فهي تقدم ترويجًا قويًا للدول والمدن المستضيفة.
نتحدث هنا عن انعكاسات وتأثيرات متعددة؛ مثل المشاهدات التلفزيونية المباشرة والعدد الكبير من المشاهدين؛ حيث تصل إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، توفر أكثر من 635 ساعة من البث. وهذا يضع المدينة المضيفة في بقعة الضوء بشكل إيجابي أمام جمهور عالمي، وتقدمها كوجهة للأحداث الرياضية والترفيهية الكبرى، حيث حقق سباق الجائزة الكبرى المكسيكي أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي عالميًا، وانعكس ذلك بقيمة 885 مليون بيزو للمكسيك كدولة.
العامل الآخر هو العامل السياحي، فمع وجود عدد كبير من المشاركين في كل سباق، وعدد كبير منهم يأتون من الخارج، فإن استضافة سباق “الفورمولا 1” تحفز السياحة وتفتح المدينة لجماهير جديدة؛ حيث شهدت مكسيكو سيتي زيادة بنسبة 12% في نسب إشغال فنادق الأربع والخمس نجوم خلال سباق الجائزة الكبرى، ويبلغ متوسط إنفاق عطلة نهاية الأسبوع لكل نزيل 1600 جنيه إسترليني (باستثناء التذاكر) والجدير بالذكر أنه منذ سباق الجائزة الكبرى في عام 2008، استضافت سنغافورة أكثر من 450 ألف زائر دولي، ساهموا بنحو 1.4 مليار دولار في عائدات السياحة؛ لذلك ليس من المصادفة أن يقام سباق الجائزة الكبرى في ثماني من البلدان العشرة الأكثر زيارة من قبل السياح؛ حيث تقدم بيانات منظمة السياحة العالمية مؤشرًا أوضح على قوة استضافة سباق الجائزة الكبرى فتُظهر أن البلدان التي انضمت إلى تقويم “الفورمولا 1″ منذ عام 1999 كان لديها متوسط ارتفاع في السياحة بنسبة 83٪ بحلول عام 2012. وكانت ماليزيا هي الأفضل أداءً؛ حيث شهدت زيادة بنسبة 351٪ في عدد السياح الذين يزورونها سنويًا، منذ أن استضافت أول سباق لـ”الفورمولا 1”. في عام 1999.
أخيرا هناك عامل مهم، وهو خلق فرص العمل، فبالعودة المتكررة تعمل “الفورمولا 1” على زيادة العمالة السنوية والموسمية بخلق وظائف جديدة في عدد من الصناعات، فعندما أُقيم سباق الجائزة الكبرى في مونتريال تم استحداث 640 وظيفة إضافية في منطقة كيبيك ، كما دعمت العمليات السنوية للسباق 9100 وظيفة في منطقة أوستن ممثلة 306 ملايين دولار في كشوف الرواتب السنوية للعاملين في منطقة أوستن.
“الفورمولا 1” رياضة ذات تراث فريد وسجل حافل في تحقيق منافع عديدة، ويجب أن نكون متحمسين لاستضافتها العام المقبل؛ حيث تستثمر الدول بضخ الأموال في سباقات “الفورمولا 1” لأنها تضعها على الخريطة الرياضية العالمية؛ جنبًا إلى جنب مع الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.
@MohammedAAmri
