الدولية

الأمم المتحدة تسحب موظفين أمريكيين من اليمن

القاهرة – محمد عمر

يبدو أن القرار الأمريكي بتصنيف ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، منظمة إرهابية، على وشك الصدور، من واقع سحب الأمم المتحدة لموظفيها الأمريكيين، وبعض العاملين في المنظمات غير الحكومية خارج مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية الانقلابية، مستبقة قرار واشنطن المرتقب؛ تحسبًا لردود أفعال انتقامية من قبل الميليشيا تجاه الموظفين والعاملين الأمريكيين في مجالات الإغاثة والمبادرات الإنسانية.

وقال مسؤولون مطلعون على القرار: إن أكثر من عشرة أمريكيين يعملون لدى الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في اليمن، نُقلوا مؤقتًا من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي في صنعاء، بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، التي سبق وذكرت قبل أيام أن إدارة الرئيس ترمب تستعد لتصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن المدعومة من إيران منظمة إرهابية قبل مغادرة ترمب منصبه في يناير المقبل. ونقلت المجلة عن مصدر دبلوماسي قوله: “لقد كانوا يفكرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد تسريع هذا المسار، الذي يعد جزءًا من سياسة الأرض المحروقة التي تتخذها الإدارة الأمريكية منذ فترة”.

واعتمادا على التدابير التي تستخدمها الولايات المتحدة لتصنيف الجماعة، يتوقع أن تتراوح العقوبات بين معاقبة كبار قادة الميليشيا الحوثية الانقلابية إلى معاقبة جميع المنتسبين للحركة وإخضاع أي شخص لديه تعاملات مالية أو تجارية مع الجماعة لعقوبات جنائية. وفي كل الأحوال، يمكن لوزارة الخزانة الأمريكية التي تشرف على تنفيذ العقوبات إصدار تراخيص لتحديد استثناءات للمنظمات الإنسانية لتوصيل الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى اليمن.

وتأتي خطوة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بعد عام من تصنيف إدارة ترمب للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. وقالت الخبيرة في شؤون اليمن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إيلانا ديلوزير: “بما أن الولايات المتحدة تعتبر الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، فإن أي جماعة يدعمها – بما في ذلك الحوثيون – هي ثمار من نفس الشجرة ويجب تصنيفها”.

إلى ذلك، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أمس (الخميس): إن ممارسات ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها والتحريض المذهبي والطائفي واعتداءاتها على دول الجوار وتهديد سلامة الملاحة الدولية وشعارات العنف والكراهية، يجعل تصنيفها “منظمة إرهابية” جزءا من مقتضيات احترام المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الإنسان والالتزام بالتصدي لمسؤولياته في صيانة الأمن والسلم الدوليين.

ولفت إلى أن طريق إنهاء الحرب في اليمن يبدأ بوقف التدخلات الإيرانية والضغط على ميليشيا الحوثي للانخراط بجدية في مسار السلام المبني على المرجعيات الثلاث، وذلك لن يتحقق إلا تحت الضغط السياسي والعسكري‏، مشيرا إلى أن نهج ميليشيا الحوثي خلال سنوات الحرب من فظائع غير مسبوقة بحق المدنيين، قادت البلد لأسوأ كارثة إنسانية، بحسب توصيفات أممية‏، مشددًا على أن سنوات الحرب كشفت عن ضلوع إيران في تدبير وإدارة الانقلاب الحوثي وتقديم الدعم المالي وشحنات الأسلحة وخبراء السياسة والإعلام والتصنيع الحربي، بهدف إحكام قبضتها على الجغرافيا اليمنية، وتحويلها إلى منطلق لاستهداف السعودية وتهديد أمن الطاقة والممرات الدولية في باب المندب والبحر الأحمر‏.

إلى ذلك، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أحمد ربيع لـ”البلاد”: إن القرار الأمريكي المرتقب بتصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية منظمة إرهابية ترجمة حقيقية لجرائم الذراع الإيراني في اليمن غير المسبوقة في تاريخ البلاد. وأضاف: إن المجتمع الدولي يستشعر الخطر الإيراني في اليمن عبر الوكيل الحوثي، بعدما شاهدوا تداعيات تدخل طهران في العراق وسوريا ولبنان، ومحاولات نشر الإرهاب والفتن في المنطقة.

وأكد أن ممارسات وأفكار الميليشيا الحوثية الانقلابية متطابقة 100% مع توجه الحرس الثوري الإيراني ومع سياسة إيران كليًا، حيث أعلنت عنها فيما سبق تحت ما يسمى بـ”استراتيجية حرث الأرض”، التي تسعى للانقلاب على كل القيم الثقافية والاجتماعية والقانونية للمجتمع اليمني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *