الدمام- حمود الزهراني
فرضت جائحة كورونا واقعاً جديداً على التعليم في كل دول العالم، مما دفع نحو تسارع الخطى لبلورة خطط استراتيجية حديثة تواجه التحديات، وتتكيف مع الواقع الجديد؛ لتقديم خدمات تعليمية رائدة،عن بعد. وخرجت وزارة التعليم بمنتجها ” منصة مدرستي ” التي حققت مستوى من التفاعل فاق التوقعات أثبتته الأرقام، فأعداد المتفاعلين وصل لـ 5 ملايين طالب وطالبة، ومئات الآلاف من المعلمين والمعلمات وقادة المدارس في وقت واحد. هذه المنصة دعمت بقنوات تبث الدروس؛ تحسباً لأي طارئ. التجربة الرائدة والتفاعل الكبير والقدرات التعليمية شجعت الوزارة لتطلق مسابقة ضخمة تسمى “مسابقة منصة مدرستي ” خٌصصت للمستفيدين من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات والمهتمين من وسائل الإعلام والتربويين.
وقد سجلت أفرع المسابقة حضور لافتاً ومشاركات واسعة فاقت التوقعات؛ خاصة أنها حظيت برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وبات المستقبل الذي ينتظرنا في التعليم عن بعد كبيرا جدا، والمسؤوليات تنوعت وتتطلب التخطيط المتقن؛ لذلك المستقبل برؤية مختلفة وبمشاركة الجميع لتحديث ثقافة المجتمع تجاه التعليم عن بعد.
وكما عرف أن الأزمات تظهر التحديات وتأتي البدائل، وتتخذ السلوكيات المهنية شكلاً حديثا يتماشى مع المرحلة وتداعياتها وبإمكاننا اليوم ونحن نشهد مجريات سير العملية التعليمية أن ندرك أن التعليم عن بعد، يحفز المتعلم على اكتساب أكبر قدر من المهارات والتحصيل العلمي نظرا لتركيز العملية التعليمية فقط على المحتوى الدراسي دون التطلع إلى أي جوانب أخرى ويساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كليا، وذلك من خلال اختيار المصادر التي استوحى منها معلوماته بذاته دون التأثر من الغير.
وفي هذا السياق أوضح قائد مدرسة الثقبة الثانوية بالخبر أحمد بن مريف البارقي، أن مسابقة منصة مدرستي شكلت علامة فارقة وسط مشاركات عالية في كافة أفرع المسابقة وفئاتها؛ حيث يتنافس الطلاب مع أقرانهم وأولياء الأمور بينهم؛ للحصول على جوائز المسابقة مما رفع مستوى الحراك بين المدرسة والمجتمع. من جهته، أكد مساعد مدير مكتب التعليم بالخبر خالد الغامدي، أن التعليم الإلكتروني لم يعد أقل أهمية من التعليم التقليدي في جميع دول العالم، منوهاً أن ذلك يتضح جليا من خلال هذه الفترة بسبب فيروس كورونا حيث لجأت الكثير من دول العالم إلى استخدام أساليب التعليم الإلكتروني عن بعد؛ كحل بديل للتعليم التقليدي في ظل الظروف التي يمر بها العالم.
وحقيقة التعليم بعد كورونا، لن يكون مثله قبل كورونا، مشيراً إلى أنه في مملكتنا الحبيبة، وفي ظل قيادتنا الرشيدة، ولله الحمد، استطعنا أن نوصل التعليم للجميع باستخدام منصات التعليم الإلكتروني المختلفة كمنصة مدرستي والتيمز وقنوات عين . بدوره، قال مشرف القيادة المدرسية في مكتب تعليم الخبر، عبد الرحمن الشهري: إن التعليم عن بعد هو وسيلة تعليمية حديثة تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان، وتكمن أهميتها في تقديم برنامج تعليمي من قلب الحرم التعليمي، ووضعها بين يدي المتعلم بالرغم من اختلاف المساحة الجغرافية، وذلك سعيا لاستخدام أداة استقطاب الطلاب وتحدي الظروف التي تواجههم للانضمام إلى برنامج التعليم التقليدي في المدارس. اقتصار المادة التعليمية على الجزء النظري في المناهج في أغلب الأحيان واختصار التجارب الحية وما تحققه من فائدة للطالب.
من جهتها، قالت ولي أمر الطالب مالك العسيري، وهي معلمة بمعهد المعلمات القرآني في الخبر: يمثل التعليم عن بعد عصر التدفق المعلوماتي والتكنولوجي وفرصة رائعة لخلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم، فضلا على أنه يستشرف المستقبل في حقبة العصر الرقمي؛ من أجل التصدي للأزمات بالذكاء الرقمي والتدابير التكنولوجية الفائقة السرعة. مؤكدة أن السعودية ضمن أفضل دول العالم في التنافسية الرقمية.
من جانبه، أكد كل من الدكتور سعد الهداف، وفايز العضاض، أن التعليم عن بعد، هو بداية عصر جديد من التعليم الرقمي المستدام وهو نظام عصري متطور يتماشى مع عصر السرعة ويسهم في رفع مستوى الأداء ويوفر نظام متابعة دقيقة لمستوى تقدم الطلبة وينمي مهارات الطلاب والطالبات في التعليم المستقل والتعليم الذاتي، ويكسبهم مهارات شخصية، مبيناً أنه يسهم في تشكيل منظومة علمية يشترك فيها كل من المعلم والمعلمة والطالب والأسرة،
ويرى الطالب عبد الهادي بن أحمد البارقي في مدرسة الزبير بن العوام بالخبر، وزيد العتيبي، وآلاء فؤاد، أن ميزة منصة مدرستي أنها تتيح للطلاب والطالبات الحصول على الجدول الدراسي والتفاعل مع شرح المعلم للتدريب على الدرس والاستفادة من المواد الإجرائية وأداء المهام والتكليفات اليومية بشكل يسير ومبسط خصوصا بعد التحديثات التي أجرتها الوزارة على المنصة، كما أنه تحول التعلم من أسلوب التلقين في المنصة إلى أسلوب تفاعلي مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، معتبراً أن مسابقة منصة مدرستي ساهمت بشكل كبير في رفع الوعي والتنافس بين الطلاب وأولياء الأمور، ونوه البارقي بمستوى المسابقة ودرجاتها وفئاتها لتسمح بمشاركة أكبر عدد؛ حيث تسجل الأرقام نمواً كبيراً .