اجتماعية مقالات الكتاب

G20 مجموعة العشرين

تشهد الرياض الأيام القريبة القادمة حدثاً عالمياً كبيراً. حدث استثنائي في زمن استثنائي؛ حيث تنظّم المملكة في 21-22 من هذا الشهر قمة العشرين مجموعة G20، وهي قمة استثنائية، تعقد في وضع عالمي استثنائي، وفي ظروف دولية لم تمر على العالم منذ أكثر من قرن من الزمان.
من تابع فعاليات عام رئاسة المملكة لقمة العشرين يرصُدُ عملاً دؤوباً لم يتوقف منذ الأول من ديسمبر الماضي؛ عندما تسلمت المملكة الرئاسة من اليابان.. مسارات متعددة واجتماعات وزارية مختلفة نظمتها الرياض لدول وأعضاء المجموعة، عقدت كلها بشكل افتراضي احترافي..

عندما اتفق العالم وأقرت منظمة الصحة العالمية أن كــورونـا صار جائحة واقعة في كل دول العالم.. رأينا المملكة تتصدى للموقف، وتتصدر المشهد، وتدعو لعقد قمة طارئة لمجموعة G20 لتنسيق الجهود الدولية للتصدي للجائحة.. وبالفعل رأست المملكة قمة عقدت في مارس 2020 كما رأينا تضافر جهود مختلف الجهات في المملكة لعقد القمة افتراضياً، وكان ذلك ثمرة تطور تقني سريع نتج عنه عقد القمة بتقنية عالية، ولم تقف الجهود عند هذا، بل تشكلت فرق عمل تقنية عالية الكفاءة والفعالية وبرز شباب وبنات الوطن في المقدمة لتسخير خبراتهم التقنية في تنظيم لقاءات عالمية بصورة افتراضية، وهو ما يدعو للفخر، ويدفع إلى مواصلة تطوير التقنيات.. لقد أظهرت الأزمة أن اللقاءات عن بعد قد أوجدت فتحاً عظيماً يمكّن من عقد اجتماعات ولقاءات شبه يومية بين أشخاص في مختلف الأماكن دون أن يتركوا مكاتبهم، أو تتعطل أعمالهم، وما يترتب على ذلك من ترشيد كبير في نفقات كانت تصرف في السابق على السفر والإقامة والضيافة، وفوق هـذا صار بإمكان المسؤول أن يعقد اجتماعات يومية وهو في مكتبه وأثناء عمله الرسمي.

ومع كل السلبيات والخسائر الكبيرة التي ترتبت على الجائحة وأصابت كل دول العالم وكل الاقتصادات، فإن هناك جوانب إيجابية اكتشفنا أنه بإمكاننا الاستفادة منها؛ على رأسها التطور الكبير والسريع في تقنيات التعلم عن بُعد وعقد المؤتمرات والاجتماعات عن بُعد..
وقد أثمر ذلك عن إطلاق منصات التعليم وكيف أن أبناءنا انخرطوا فيها وانسجموا معها ..

وسوف يتوج ذلك بقمة مجموعة G20 في الرياض وبرئاسة المملكة.. وكان لافتاً سرعة التحول للعالم الافتراضي منذ الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي، فلم تتوقف الدراسة ولم تتأجل، كما انتقلت بشكلٍ سريع كل اجتماعات ولقاءات ومؤتمرات مجموعات التواصل في مسارات مجموعة العشرين إلى العالم الافتراضي بمتابعة وتحفيز وإصرار على النجاح من دولة الرئاسة، المملكة العربية السعودية.. وما قول ولي العهد: إن اقتصاد المملكة سيكون بنهاية 2020 من أقل عشر دول في المجموعة تأثراً بالجائحة.. وهذا يؤشر على عمل كبير بُذل طوال الأشهر الماضية؛ لتخفيف الأثر الذي ترتب عالمياً على الجائحة، وسرعة المواجهة وعدم التردد في اتخاذ قرارات جريئة وتطبيقها بدقة.
@ogaily_wass

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *