المحليات

ملتقى مكة الثقافي… ريادة فكرية لترقية الخدمات في بيئة إبداعية

جدة- البلاد

عندما أطلق مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل المشروع الثقافي ” كيف نكون قدوة ؟” في (محرم 1438 – أكتوير 2016 ) كان همه وغايته تعزيز مفهوم القدوة وتحفيز الإبداع والتركيز على الأساليب الحديثة التي تستند إلى التشويق، بما يسهم في جذب كافة فئات المجتمع ويحقق الأهداف للارتقاء بتنمية إنسان المنطقة، خاصة أن الإنسان السعودي، اختصه الله، تعالى، بمزية مجاورة البيت الحرام، وخدمة ضيوف الرحمن؛ الأمر الذي يحتم عليه أن يكون قدوة لغيره.

مشروع ثقافي سنوي
ويعد الملتقى مشروعاً ثقافياً تنموياً ضمن المبادرات الجديدة والمشاريع الفكرية، متسقاً مع الرؤية الشاملة لمنطقة مكة المكرمة التي تبناها مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، (بناء الإنسان وتنمية المكان) وهي إستراتيجية تضع في مقدمة أولوياتها أهمية بناء الإنسان السعودي المؤمن القوي، القادر علي الرقي بوطنه وحضارة بلاده.
ويستهدف الملتقى كافة شرائح المجتمع سنوياً بمجموعة من البرامج والفعاليات التي تشرف عليها إمارة المنطقة وتنفذها القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية وفق خطة شاملة معتمدة .

النسخة الخامسة الحالية
أعلنت أمانة الملتقى في أكتوبر الماضي عن استقبال 411 مبادرة تقنية، قدمتها عدة جهات حكومية وأهلية وفردية بمحافظات المنطقة، تعزّز موضوع الملتقى في دورته الخامسة “كيف نكون قدوة في العالم الرقمي”.
وكان الأمير خالد الفيصل قد أعلن في أغسطس الماضي عن موضوع الملتقى في دورته الخامسة، ومبادراته التي تشمل المبادرات التحولية، والمؤسسية، والأفراد.

كبف نكون قدوة في العالم الرقمي؟
تتلاءم أهداف الملتقى مع استراتيجية الإمارة الموائمة مع مهام الإمارة المنبثقة من نظام المناطق ورؤية المملكة ٢٠٣٠ التي ستكون منهجاً وخارطة طريق للعمل التنموي والاقتصادي في المملكة حتى نهاية عام 2030م.

جوائز الملتقى لعام 1442هـ
يقدم الملتقى مجموعة من الجوائز النوعية لدعم وتحفيز المبادرات والبرامج المقدمة ضمن موضوع الملتقى لهذا العام، بحيث تقدم للجهات والأفراد ملاك المبادرات الأكثر تحقيقاً للأثر الإيجابي ، وتتضمن الجوائز؛ جوائز الإبداع للمبادرات المؤسسية – جوائز الإبداع للمبادرات الفردية – جوائز الإبداع لمبادرات المحافظات.


تميز ونجاح متواصل
ساهم الملتقى خلال دوراته الأربع السابقة في تأصيل مفهوم القدوة وتطبيقاته في مجتمع المنطقة حسب الدراسات العلمية السابقة، مستفيدًا من دعم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل.

وعززت النسخة الرابعة الاهتمام باللغة العربية؛ بوصفها لغة القرآن الكريم، وفق رؤية الملتقى المتمثلة بالريادة الفكرية والثقافية والتطويرية في دعم الجهود الخدمية للمنطقة في بيئة إبداعية محفزة، حيث رأى الأمير خالد الفيصل أن يخصص الملتقى دورته لعام 1441هـ للغة العربية، رافعاً شعار (كيف نكون قدوة بلغة القرآن) بمشاركة أكثر من 200 شخص يمثلون الجهات الحكومية والأهلية والمهتمين باللغة العربية.

وكان الملتقى في دورته الثالثة قد شهد تميزاً ونجاحات عديدة، حيث انطلق من شعار ״كيف نطور مدننا لخدمة الحج والعمرة؟״ لتنفيذ مبادرات نوعية بمشاركة 100 جهة حكومية وأهلية في تنفيذ برامجه.

وتخلل حفل إطلاق الملتقى استعراض ما حققه الملتقى في النسختين الأولى والثانية؛ حيث قدمت 1221 مبادرة شارك فيها 41603 متطوعين ومتطوعات، ونُظمت خلالهما 16850 فعالية، فيما عقدت قرابة 1869 ورشة عمل، تخللتها 16165 ساعة تدريب وعمل.

وقد نجح الملتقى في توحيد الأعمال الثقافية والإنسانية للجهات الحكومية والخاصة في المنطقة برؤية واحدة ومفهوم إيجابي، كما نجح في مخاطبة الجمهور، بمشاركة 5 إدارات تعليم، و10 جامعات، في الشقين الريادي والابتكاري، كما شهد مشاركة 160 تطبيقاً شملتها مبادرات الابتكار، فيما جرى تقديم 208 مبادرات فردية ومؤسسية، أشرفت عليها أمانة الملتقى.

كما نجح الملتقى خلال موسميه الأول والثاني في تقديم برامج ثقافية وفعاليات معرفية، أسهمت في تحقيق هدف بناء الإنسان وتنمية قدراته واستثمار المقومات الثقافية والطاقات الإبداعية، وإيجاد بيئة تنافسية إبداعية محفزة، ورفع كفاءة منظومة العمل الثقافي للجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية.

وبلغت مبادرات الملتقى في نسخته الثانية نحو 1200 مبادرة، أسهمت في تعزيز مهارات المشاركين في الجوانب كافة، وتجاوزت فعالياته 16850 فعالية، شارك فيها 41600 متطوع ومتطوعة، نفذوا نحو 1869 ورشة عمل، وبلغت ساعات التدريب فيها 16 ألف ساعة، أما في جانب التواصل، فقد قدم الملتقى 3 ملايين رسالة إرشادية لسكان المنطقة، في حين جرت مخاطبة الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنحو 390 ألف تغريدة وفيلم مرئي، فيما وصل عدد الأخبار واللقاءات 26700 مادة صحفية وإخبارية، وبلغ عدد الجوائز المقدمة للجمهور 9800 جائزة.

وحظي الملتقى بتخصيص 4 جوائز، أولها لشخصية العام لملتقى مكة الثقافي، وثانيها جائزة الإبداع للمبادرات المؤسسة، وثالثها جائزة الإبداع في المحافظات، وأخيرا جائزة الإبداع للأفراد في التطبيقات الالكترونية.

وسعى الملتقى في نسخته الأولى إلى دعم الجهود التنموية بالمنطقة لبناء الإنسان فكرياً وثقافياً وتوعوياً، عبر إقامة وتنظيم مجموعة متناغمة من البرامج والأنشطة والفعاليات طيلة العام، وفي مختلف محافظات المنطقة ومراكزها، وذلك بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في منطقة مكة المكرمة.

ختام الموسم الأول
وكان الأمير خالد الفيصل قد شهد الحفل الختامي للموسم الأول للملتقى تحت عنوان “كيف نكون قدوة؟” في (شعبان 1438 هـ – مايو 2017 م ) وشهد الحفل عرضاً مرئياً لأعمال وبرامج ومبادرات وأنشطة الملتقى منذ انطلاقته مروراً بمراحل التحضير ومناقشة المبادرات المقدمة من الجهات الحكومية والخاصة، ووصولاً إلى مرحلة العمل والتطبيق الميداني الذي نفذته 64 جهة حكومية وخاصة، قدمت 238 مبادرة مؤسساتية، وانتهاءً بالأعمال الختامية التي بدأت بإعلان الفائزين العشرة بجوائز ملتقى مكة، ثم قافلة ملتقى مكة الثقافي التي أطلقها أمير المنطقة في 14 شعبان 1438 هـ.

وشهد الملتقى حراكاً في منطقة مكة المكرمة؛ حولها إلى ورش عمل لتحقيق أهداف القدوة من خلال المبادرات، التي نجحت في توحيد كافة الجهات بالمنطقة في الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية تحت مظلته .
وكان لهذه المبادرات أصداء إيجابية وتأثير ملموس بين فئات المجتمع المختلفة، حيث وضعت لهم مبادرات تناسب ميولهم.

مخرجات الملتقى
قدمت جامعة الملك عبد العزيز تقريراً في يوليو 2019م ، بحضور أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، عن الأثر الذي حققه الملتقي في مختلف شرائح المجتمع من عدة محاور، ركز أولها على أثر “كيف نكون قدوة” في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم تداول قرابة 47 ألف تغريدة، فضّلها أكثر من 146 مغردًا، وتمت إعادة تغرديها نحو 202 ألف مرة، فيما تمت مناقشتها 295 ألف مرة ، وبلغ عدد الردود أكثر من 46 ألف رد ، فيما حقق وسم “كيف نكون قدوة” انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي بلغ 10 ملايين حالة ظهور.
وبحسب التقرير فإن مؤشر الانتشار الجغرافي للمتفاعلين، أفاد بأنه تفاعل مع الملتقى في وسائل التواصل الاجتماع مغردون من مختلف مناطق المملكة بواقع تجاوز 21 مدينة. وتطرق التقرير في محوره الثاني إلى انتشار ثقافة “كيف نكون قدوة “وكانت النتائج الاستشهاد بأكثر من 1300 آية قرآنية و 500 حديث نبوي، إلى جانب الاستشهاد بالقدوات وأعلام الأمة، وجاء في المقدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأكثر من 4 آلاف نقاش، فيما تمّ رصد 500 تغريدة تحدّثت عن قدوات الأمة المعاصرين، واستعرض المحور الثالث للتقرير قياس استمرارية التفاعل مع وسم “كيف نكون قدوة “الذي شهد ارتفاعاً في متوسط التفاعل خلال السنوات الثلاث من عمر الملتقى.

وفي المحور الرابع تم تصنيف الموضوعات التي طرحت للنقاش عبر الوسم، فكان نصيب المبادرات 28.58 % ، والبرامج 25.88 % و 13.45 % للملتقيات ، و12.88 % للفعاليات ، إضافة إلى 12.5 % للمشاريع و 6.72 % للمسابقات. وعلى صعيد التحليل الإحصائي لأثر مبادرة “كيف نكون قدوة”، تم إعداد استبانة من 9 أسئلة تفاعل معها قرابة 1146 مشاركاً وقدموا 823 مقترحاً لعناوين الملتقى، وقد شارك فيه سعوديون بنسبة 92.4 % وغير سعوديين بنسبة 7.6 % ، منهم 53 % من الذكور و 47 % من الإناث، وتراوحت أعمارهم بين أقل من 20 عاماً بنسبة 8 % و 20-35 عاماً بنسبة 46 % و 36-45 بنسبة 23 % و 46-60 بنسبة 5 % و أكثر من 60 عاماً بنسبة 8 % ، فيما تفاوتت فئاتهم بين موظفين حكوميين وقطاع خاص، وقطاع غير ربحي ، إلى جانب طلاب من مختلف المراحل الدراسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *