الدولية

زيارة باشاغا لمصر تعزز عزلة تركيا

القاهرة – البلاد

ارتفعت وتيرة الغضب التركي، إثر زيارة وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الليبية، فتحى باشاغا، للمرة الأولى للقاهرة، على رأس وفد بحث سبل دعم التعاون بين الجانبين، وأحدث التطورات على الساحة الليبية، ما يعزز العزلة التركية، ويضيق مساحة التحرك على أردوغان. وأكدت مصادر تركية، غضب أنقرة وتحفظها الشديد على زيارة باشاغا للقاهرة، مشيرة إلى أن الزيارة تُظهر جليًا أن القاهرة تمكنت من كسب نقاط على حساب تركيا وأطماعها في الجارة ليبيا، ما يضاعف مخاوف أنقرة، ويضعها في عزلة تامة. ووفقًا للمصادر، تشترط القاهرة عدم ضم العناصر الإرهابية والمتطرفة إلى الأجهزة العسكرية والأمنية المزمع توحيدها،

كما تدفع لتحقيق التوافق بين جميع الأطراف الليبية قبل فعاليات ملتقى الحوار السياسى الشامل المقرر فى تونس في التاسع من نوفمبر الجاري، بينما تتوجس تركيا من مخرجات جلسات الحوار؛ سواء في مصر، أو جنيف، أو المغرب وتونس، ما انعكس على ميليشياتها في طرابلس التي بدأت في التصعيد والاعتراض على جهود التسوية السلمية؛ إذ تشعر أنقرة بخطر جولات التفاوض بين الفرقاء الليبيين، وغير مستعدة لقبول جهود إنهاء هيمنتها في الغرب الليبي. وتسعى تركيا جاهدة لإحباط كل الجهود الدولية، التي تبذل لإنهاء النزاع الليبي للمحافظة على مصالحها وأطماعها؛ سواء عبر استقبال وفود من الغرب الليبي، أو ممثلين عن الميليشيات في طرابلس.

وفي هذا الصدد، التقى نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قيران، وفدًا ليبيًا، ادعى أنه ممثل للقبائل في الغرب الليبي، ما يؤكد أن أنقرة ترفض كل نتائج الحوار ومصممة على دعم الميليشيات وحالة الانقسام، في وقت ذكر مسؤولون أمنيون أتراك أن جيش أنقرة سيواصل التواجد في ليبيا؛ طالما تريد حكومة الوفاق ذلك، في مخالفة لمخرجات اللجنة العسكرية الليبية 5+5، التي توافقت على عودة القوات لمقراتها وتبادل المحتجزين، خلال اجتماع غدامس (جنوب غرب) الذي استمر ليومين، لبحث آليات تنفيذ الوقف الدائم لإطلاق النار، الذي صدر في 23 أكتوبر الماضي. وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز: إن اللجنة العسكرية اتفقت على تشكيل لجنة عسكرية للإشراف على عودة القوات إلى مقراتها وسحب القوات الأجنبية من خط التماس. ويرى مراقبون أنه ليس بالسهل أن تترك تركيا مواقعها في ليبيا دون أن تحفظ مصالحها، خاصة وأنها أنفقت الكثير من الأموال، وقدمت دعمًا عسكريا غير مشروط للميليشيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *