“ واشنطن – البلاد
فيما تسلط الأضواء بكثافة على سباق الرئاسة الأمريكية، إلا أن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي رقم 117، التي تجري لإعادة انتخابات كافة أعضاء مجلس النواب، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لا تقل أهمية، بالنظر إلى دوره في صناعة القرار وتوجهات السياسة في الدولة الأكثر تأثيرًا عالميًا، إذ تشير النتائج غير النهائية إلى استمرار التفوق الجمهوري في مجلس الشيوخ بأغلبية بسيطة، مقابل تعزيز الديمقراطيين سيطرتهم في مجلس النواب.
ووفقًا للتقديرات فإن الديموقراطيين سيفوزون بما بين أربعة وخمسة مقاعد إضافية في المجلس المكّون من 435 مقعدًا، علماً بأنّهم يشغلون حاليًا 232 من مقاعده.
وانتزع الديموقراطيون أول مقعد لهم في مجلس الشيوخ في كولورادو من الجمهوريين الذين استعادوا بعيد ذلك مقعدا آخر في ولاية ألاباما، وهو أمر مهم في معركتهم للاحتفاظ بالأغلبية المحافظة في مجلس الشيوخ.
وحاليا يسيطر الجمهوريون على 53 من مقاعد مجلس الشيوخ الـ100، وجرى التنافس على 35 مقعدا الثلاثاء حيث إن السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونجرس من أهم الرهانات في الانتخابات الأمريكية.
ويتعين على الديمقراطيين انتزاع أربعة مقاعد لاستعادة أغلبية مجلس الشيوخ، أو ثلاثة حال فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية لأن نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس يمكنها في هذه الحالة، وفق الدستور، التصويت لحسم الاقتراع على أي قضية ينتهي بالتساوي.
ويتشارك مجلسا النواب والشيوخ في سلطات تشريعية واسعة، منها إقرار الميزانية، لكن مجلس النواب ينفرد وحده بحق طرح مشروعات القوانين الخاصة بفرض الضرائب والقوانين الخاصة بالإنفاق العام، ويختص مجلس الشيوخ بإقرار ترشيحات المسؤولين الكبار والمعاهدات الدولية التي يوقعها الرئيس، بينما مجلس النواب له الحق في إقرار القوانين الخاصة بزيادة الواردات الأمريكية من الخارج، ومجلس النواب له سلطة توجيه الاتهام للرئيس في البتّ في إجراءات عزله، بينما مجلس الشيوخ له وحده كلمة الفصل في تبرئة أو إدانة الرئيس عند محاولة مجلس النواب عزله، كما جرى قبل أشهر عندما حاول الديمقراطيون عزل الرئيس ترمب.
والكونغرس الأمريكي الحالي هو الكونغرس رقم 116 في الحياة السياسة الأمريكية، وبدأ مهام عمله في 3 يناير 2019 وستنتهي فترته يوم 3 يناير 2021، والسيطرة عليه موزعة بين الديمقراطيين الذين لديهم الأغلبية في مجلس النواب 232 مقعدًا من أصل 435 مقعدًا، وبين الجمهوريين 197 مقعدًا، وبقية المقاعد للأحزاب الصغيرة والمستقلين، وفي المقابل، يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ بـ53 مقعدًا من أصل 100 مقعد، و45 مقعدًا للديمقراطيين، والمقعدان المتبقيان للمستقلين.
وبالتوازي مع انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، جرى التصويت أيضًا في انتخابات التجديد النصفي لاختيار الكونغرس الأمريكي الجديد رقم 117، حيث تتضمن بطاقة الاقتراع في الانتخابات الرئاسية أسماء المرشحين الرئاسيين، وأيضًا أسماء المرشحين في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ. وسيتولى الكونغرس المهام التشريعية في الفترة من 4 يناير 2021 إلى 3 يناير 2023، حيث ستكون انتخابات التجديد النصفي القادمة في نوفمبر 2022.