اجتماعية مقالات الكتاب

مقامات الأنبياء خط أحمر !!

شرّف الله، سبحانه وتعالى، الأنبياء والرسل، وجعلهم حملة أمانته إلى خلقه، فهم أشرف خلق الله، بعد الملائكة، والإساءة إليهم ضرب من ضروب الحرب على المعتقدات، وإيذاء لمشاعر المسلمين، فكل المسلمين في أنحاء العالم والمعمورة يستنكرون الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة والسلام، فكل ذلك يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة، الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية.

نعم .. نعيش هذه الأيام موجة غضب عارمة اجتاحت الدول الإسلامية؛ بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المسيئة للإسلام، وإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ إذ تفاعلت كل وسائل التواصل الاجتماعي بنشر وسوم؛ منها وسم “مقاطعة المنتجات الفرنسية” على تويتر، ووسم “إلا رسول الله” فقد تصدرتا قائمة الترند في العديد من الدول العربية، وذلك تعبيراً عن غضب المجتمعات الإسلامية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي يحاول المسلمون من خلالها نصرة نبيهم، والرد على التطاول الفرنسي عليه ، وكان أول قرار اتخذته المجتمعات الإسلامية هو تنظيم حملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية .

فيما سارعت فرنسا إلى طلب إيقافها خشية الخسائر الاقتصادية التي قد تتكبدها؛ جراء استمرار هذه الحملات، التي من المرجح أنها ستتصاعد في ظل انضمام العديد من الشركات الكبرى لها على مستوى الوطن العربي والإسلامي.

من وجهة نظري، فإن مقاطعة المنتجات، هو رد فعل قوي من المسلمين تجاه الذين يحاولون المساس بالأنبياء والرسل وإيذاء المؤمنين ، فعندما يتدهور اقتصادهم وتتراجع مبيعاتهم وتتلف منتجاتهم يدركون ويشعرون بمدى الخطأ الفادح الذي يقعون فيه بالتطاول على الأنبياء والرسل، فمحبة ومكانة الأنبياء والرسل في قلوبنا لن يهزها أي أحد؛ مهما كانت شخصيته أو ديانته، ونحن كمسلمين لن نرضى بأي تصرفات تعلل بحرية التعبير، فما أقدم عليه ” ماكرون” ليس حرية تعبير، بل تطاول وإيذاء للمسلمين.

لاشك أن تكاتف المجتمعات الإسلامية معاً، مهم وضروري ضد كل من يحاول استهداف الرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية؛ إذ إن كل ذلك يُعد تجاوزاً لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته، ويعزز مشاعر الكراهية.
والموقف العظيم الذي اتخذته هيئة كبار العلماء لتوجيه الأمة إلى حماية المعتقدات، وعدم المساس بها، يؤكد حرص المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة، تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- على نبذ التطرف في ديننا الحنيف، الذي جعله الله رحمة للعالمين ؛ إذ أكدت الهيئة في بيان لها، أن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم؛ مؤسسات وأفرادًا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة”.

وقال البيان أيضا: إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين، وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك، فمقامه عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية، قال الله تعالى:( إنا كفيناك المستهزئين). وقال سبحانه:( إن شانئك هو الأبتر).

وأخيراً.. كل ما سبق يدعو مجتمعات الدول الإسلامية أن تعزز جهودها في مواجهة كل من يسيئ للأنبياء والرسل ، فلابد أن يدركوا أن ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية خط أحمر، وأنه لا يمكن السكوت على التصرفات العنصرية الحاقدة ، فالاستهزاء بالدين الإسلامي والاستخفاف بالمسلمين والانتقاص من النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، لا يمت بأي صلة لحرية التعبير، بل هو وقاحة واضحة، وتمادٍ في تغذية الكراهية بين الشعوب.
والله من وراء القصد.
shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *