جدة ـــ رانيا الوجيه – مهند قحطان
فئة كبيرة من الفتيات والشباب السعوديين، الذين اتجهوا للعمل في عربات الأطعمة المتنقلة المشهورة بالفود تراك، سواء كدخل أساسي في حياتهم أو إضافيا لتحسين معيشتهم وفي ظل ظروف الجائحة. لكن وتنفيذا للإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع تفشي المرض تم إيقاف تلك العربات أثناء فترة المنع لمدة 4 أشهر وبعد عودة الحياة العملية تدريجيا عاد الشباب ليستأنفوا عملهم في بيع الأطعمة عن طريق عرباتهم المرخصة إلا أنهم واجهوا حملة من البلديات تطالبهم بتغيير أماكنهم والسبب – وفقا لأمانة جدة – أن مشهد سيارات فود تراك بمثابة تلوث للمشهد البصري في عروس البحر الأحمر.
ورغم مراعاة المظاهر الجمالية للعربات وإيجاد مسارات تدريبية والاخذ بالتجارب، إلا أن الشاب عمار بخاري بعد أن أثبت وجوده في موقعه وكون قاعدة جيدة من المرتادين لعربته، اخبره احد المفتشين من البلدية أنه يجب تغيير موقعه .. وباندهاش شديد يقول عمار: لا أستطيع تغيير موقعي والانتقال الى مكان اخر لا توجد به حركة او اشخاص يمرون عليه فقد اقترضت من البنك لفتح هذه العربة وهذا الامر يضرنا كثيرا.
وتقول لجين سيوفي خريجة ادارة الأعمال قسم التسويق من احدى الجامعات: جائحة كورونا لم تؤثر على أصحاب الفوود تراك فقط بل أثرت على أغلب القطاعات من شركات كبرى ومتوسطه وصغرى، ولكن حفاظا على مشروعي الخاص الذي بنيته منذ سنوات وهو عبارة عن اعداد أطباق منوعة من المحاشي الشهيرة والخفيفة، فقد استكملت العمل من منزلي عن طريق تويتر والإنستغرام وبالتعاون مع تطبيقات التوصيل للطلبات، مع الإلتزام بجميع الشروط الوقائية والإحترازية وبالتالي أستخدمت الأدوات الأكثر أمانا كالأكياس الورقية التي لا تنقل العدوى كغيرها من البلاستيك والنايلون والألمنيوم، وتجنبت مضايقات البلدية وطلب تغيير موقع العربية من حين لاخر، وبالرغم من أن عملية البيع من المنزل ليست بشكل يومي كالعمل من نفس العربة في الموقع، حيث مازال السوق في حالة ركود بسبب تخوف الناس من شراء المأكولات من العربيات بالشارع. وأضافت أنها تتمنى زوال الجائحة حتى يعود إيقاع الحياة كما كان في السابق.
نجاح كبير تبدد
وبالنسبة لعمر باخشوين خريج المرحلة المتوسطة الذي حقق مشروعه نجاحاً وإنتشاراً كبيراً حيث كان يقدم به أنواعا مختلفة من الساندويتشات لها إقبال كبير من الناس وكون قاعدة كبيرة من العملاء، فانه اضطر إلى إغلاق عربته منتظرا العودة اليها وعندما عاد لم يجد العمل كما كان سابقا قبل الجائحة وفي الوقت الحالي يقول باخشوين: تفاجأنا بطلب تغيير مواقعنا وتصنيفنا ضمن الباعة المتجولين ونحن لسنا كذلك ولدينا التراخيص النظامية للوقوف في موقعنا الحالي واتمنى من أمانة جدة تفهم ظروفنا وأننا نعمل ضمن ترخيص منها وسيارات الفود تراك “مزينة” ولا تشوه المشهد البصري على الإطلاق.
شاي وقهوة
اما عبد الرحمن مهدي أبو تركي صاحب عربة يقدم بها الشاي والقهوة الواقعة في حي الفيحاء بجنوب جدة والذي يعتبر أحد نماذج بائعي البسطة فيقول: مابين فترة وأخرى يأتي مفتشو البلدية ويطلبون مني الانتقال من موقعي كوني بسطة ومتسببا في التلوث البصري ولا تصريح للبسطات على الطريق العام او الخدمات، كما طلبوا مني انشاء عربة خاصة للجلوس بداخلها وبيع الشاي والقهوة، ولكن إمكانياتي الى الان لا تسمح بذلك.
تجميل السيارات
ويقول فواز ساب صاحب عربة لتقديم ساندويتشات البرجر: نحن لسنا سببا في التلوث البصري فقد صرفنا على تجهيز وتجميل العربات مبالغ كبيرة، حتى نقف في الشارع بالشكل اللائق، ونجذب الزبائن الينا ومن قبل وبعد أزمة جائحة كورونا نحن ملتزمون بالنظافة والتعقيم وبجميع الإجراءات الإحترازية، وتم الخلط بين الباعة المتجولين واصحاب البسطات والاكشاك وبين اصحاب عربات الفود تراك، الحاصلين على تراخيص وايضا دورات تدريبية وكشف طبي، لذا أدعو أمانة جدة أن تنظر إلى وضعنا لاننا لا نشوه المشهد البصري.
“البلاد” بدورها تواصلت مع امانة جدة فأوضح المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة محمد البقمي لـ(البلاد) انه لا يوجد منع للأكشاك المتنقلة بجدة والتي تقدم العديد من المنتجات وليس فقط عربات الطعام في حال توفر تصريح ورخصة وأضاف انه في حالة البيع والتنقل دون توفر الرخص فإن ذلك يعرض صاحب العربة او المسؤول عنها لمخالفة قدرها 2000 ريال.وعند تكرار المخالفة تضاعف العقوبة.
صاحب البسطة المرخص له إذا عرض البضاعة في مكان غير مسموح به فإن الغرامة في مثل هذه الحالات تتراوح ما بين 100 و 500 مع أخذ تعهد عليه في المرة الأولى ، ومضاعفة الغرامة عند تكرار المخالفة. كما يجوز سحب الرخصة في حالة الاستمرار في تكرار المخالفة.
