الرياضة

نمتلك مواهب واعدة.. وتجربة المواليد لم تؤت ثمارها

جدة – محمد بن نافع

منذُ أن صدرت موافقة الاتحاد السعودي لكرة القدم على تسجيل اللاعبين المواليد في المملكة، قبل عامين ضمن أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وقبل ذلك في دوري الدرجة الأولى. هذه التجربة لم تؤتِ ثمارها المرجوة منها بشكل كبير حتى الآن، على الرغم من استفادة اللاعبين المواليد من كافة ميزات اللاعب المحلي، وذات الوضع ينطبق على الفائدة المرجوة، والمتوقع أن تنعكس إيجاباً على الكرة والمنتخب السعودي أيضاً.

وفي هذا الجانب، تحدث المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد لـ ” البلاد ” مؤكداً، أن هذا الموضوع مهم جداً، مؤكداً أن التجربة لم تنجح بشكل كبير، قائلاً: “هناك بعض الإيجابيات، وكثير من السلبيات. نعم الجانب الإنساني، ودمج المواليد مع المواطن السعودي لفتة كريمة من المسؤولين في هذا الجانب، ولكن التجربة فنياً لاتزال ضعيفة جداً، ولا ترتقي لهذا المشروع الذي من الممكن أن يكون له مردود لكرة القدم السعودية، فالتجربة الأولى كان فيها شيء من الارتجال؛ من خلال استقبال عدد هائل من المواليد بأعمار مفتوحة، دون تحديد للأعمار. وذلك كان خطأً كبيرًا جدًا، وكان الاختيار من قبل المشرفين على البرنامج في نطاق ضيق، وبمحدودية عالية. فأنت تتابع وتشاهد فنيا عددا كبيرا من اللاعبين؛ لتنتقي مواهب، ولك أن تتخيل أن بعضا ممن وقع عليهم الاختيار، كانت أعمارهم تتراوح بين(27-30) عاماً، وبالتالي فإن التجربة الأولى لم تكن موفقة بلاشك”.

وتابع: “حتى الآن لم نشاهد موهبة من المواليد برزت أو حققت نجاحا ملفتا للنظر، في هذه التجربة؛ فإمكاناتهم الفنية لاترتقي للتجربة، أو حتى للآمال المعقودة على هذا البرنامج. الجزئية الأخرى هناك سعوديون يمتلكون مواهب واعدة، ولكنهم للأسف لايجدون فرصة من خلال التدريب، فالأكاديميات محدودة النشاط؛ كونها تسعى للجوانب المادية، وبالتالي فإنها تسجل الموهوب وغير الموهوب؛ كبيراً كان أو صغيراً. المهم تحصيل رسم الاشتراك؛ بغض النظر عن الموهبة. أما في الأندية فبيئة العمل جيدة، ولكنها محدودة الإمكانات، وعدد كبير من المواهب السعودية تشتكي من عدم إعطائها الفرصة الكافية، وبالتالي فالمفترض أن تعطى الفرصة كاملة للسعوديين لفرز الموهوبين من عدم الموهوبين، ومع المواليد سيكون العبء أكبر”.

واختتم الخالد بقوله: ” نجاح بعض المواليد في بعض الدول محدودة السكان؛ بسبب أنها دول لاتمتلك مواهب وطنية، وبالتالي يبحثون عن المواهب الخارجية، أما نحن فنمتلك المواهب، ولكنها تحتاج لمن يكتشفها ويحسن صقلها. ومن هنا أشيد باللفته الرائعة من وزارة الرياضة، بتوجيه مباشر من سمو الوزير الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وتدشين أكاديمية ” مهد ” ، ولايمكن أيضاً أن نغفل بيئة المدارس والمواهب من صغار السن؛ بدءاً من المدراس، وكذلك الساحات الشعبية، التي تحتاج لعين المختص في اكتشاف تلك المواهب ودور التوجيه، ومن ثم منحها الفرصة كاملة “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *