جدة – رانيا الوجيه
يشهد الاقتصاد العالمي تحولات كبيرة على صعيد التطور التقني الرقمي والمنافسة القوية ، مما فرض تحديات متسارعة على القطاع المصرفي الذي اتجه إلى تحقيق اندماجات وقيام كيانات مالية قوية قادرة على مواكبة التطور والخدمات المبتكرة بكفاءة عالية.
وعلى ضوء تطور الاقتصاد السعودي ومنه القطاع المصرفي ، شهدت المملكة نماذج ناجحة للاندماجات البنكية القوية ، التي من شأنها تعزيز التحول الإيجابي للقطاع في المملكة ، وتقديم خدمات مصرفية أكثر تنوعا وأعلى كفاءة وبتكلفة اقل ، كما تعيد ترتيب البنوك على المستوى المحلي والإقليمي.
حول أهمية الاندماجات البنكية أوضح الدكتور طارق كوشك استاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز لـ “البلاد” أن الهدف من عملية دمج البنوك هو زيادة في رأس المال، و ثانيا خفض النفقات وبالتالي زيادة الايرادات ومن ثم تعاظم قدرة الكيان المصرفي الجديد على التنافس ، ونحن في أمس الحاجة الآن لهذه الاندماجات سواء في البنوك أو حتى شركات التأمين.
ويستشهد الدكتور كوشك بالنموذج الحالي للاندماج البنكي في المملكة والمتمثل في خطوة البنك الاهلي وسامبا ، قائلا : الكيان المصرفي الجديد المنتظر بعد اكتماله الاندماج سيكون أكبر بنك في المملكة ومتقدم أيضا على مستوى المنطقة من حيث الأصول والامكانيات ، ومثل هذه الخطوة تستهدف التطور الهيكلي للخدمات المصرفية وتقديم منتجات مالية ومصرفية جديدة متطورة للعملاء، والحد من المنافسة السعرية ، مع تقوية القدرة التمويلية والاستثمارية على المشاركة في التنمية المستدامة من خلال رأسمال قوي وأصول ضخمة، وقدرة على رفع الكفاءة الفنية والتشغيلية في إدارة الكيان الجديد.
من جانبه يؤكد المستشار الاقتصادي الدكتور عبد العزيز إسماعيل داغستاني أن رؤية ٢٠٣٠ تتطلع إلى تفعيل قدرات الاقتصاد السعودي ليتمكن من بناء قاعدة إنتاجية متنوعة ، وهذا الهدف يتطلب تضافر كل قطاعات الاقتصاد للوصول إليه ، والمحصلة تحقيق رفاهية الإنسان السعودي بما يعنيه ذلك من أبعاد اقتصادية واجتماعية ، فالاقتصاد القوي الفاعل يحتاج إلى نظام مصرفي قوي وفاعل قادر على الاستثمارات الكبيرة وتفعيل المسؤولية في خدمة المجتمع بدرجة أكبر ، فالمعروف أن البنوك هي عصب القطاع المصرفي ، وتكوين بنوك عملاقة يعين هذا القطاع الحيوي على أن يكون لاعباً رئيسياً في مرحلة تحقيق رؤية ٢٠٣٠ وتوجه الاندماج الذي تتبناه البنوك التجارية السعودية يصب في هذا الطريق ، وستكون له نتائج إيجابية على المواطن والاقتصاد على حد سواء ، وكما يقال” أعطني قطاعاً مصرفياً قوياً أعطيك اقتصاداً فاعلاً” .
على مدى نحو عقدين، حدثت اندماجات عديدة في القطاع البنكي السعودي تمثلت في التالي:
– 1997 اندماج بنك القاهرة السعودي والبنك السعودي التجاري المتحد وأصبح ” البنك السعودي المتحد”.
– 1999م تم استحواذ البنك السعودي الأميركي (مجموعة سامبا المالية) على البنك السعودي المتحد، وأصبح البنك السعودي الهولندي، بعد تغيير هويته، معروفاً تحت اسم ” البنك الأول”.
– 2019م اندماج البنك السعودي البريطاني “ساب” والبنك الأول، ليكونا كيانا قانونيا بقيمة أصول تصل الى 77 مليار دولار.