اجتماعية مقالات الكتاب

قراءة مختصرة لأحداث كورونا (محلياً)

كما ذكرت سابقا، وفقني الله عز وجل في متابعة جائحة كورونا محليا، منذ شهر رجب من عام 1441 (يوافق شهر مارس 2020)، ولدي سجل كامل لكل ما نشرته منصة وزارة الصحة عن كل ما يتعلق بإعداد الإصابات والتعافي والوفيات وغيرها من الأرقام المرتبطة بالجائحة. قمت برسم العديد من البيانات التي تخص العديد من المدن مثل الرياض، جدة، مكة، المدينة، الدمام، الطائف وابها، طبعا، ركزت على هذه المدن لأسباب جوهرية سوف اذكرها لاحقا. بناء على تلك الرسوم البيانية، قمت بتسجيل العديد من الملاحظات التي تتعلق بخط سير اعداد الإصابات والمرتبطة مثلا بأعداد الوفيات الكلي او التعافي وغيرها من العوامل المرتبطة بخط سير الجائحة محلياً.

الى جانب ذلك، تابعت معظم الاحداث العالمية المرتبطة بالجائحة، مثل اعداد الاصابات في الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا وغيرها من دول العالم. أيضا، متابعة النقاشات العلمية التي تأتي من منظمة الصحة العالمية مثلا او ما يذكره الدكتور انتوني فوتشي المستشار العلمي للرئيس الأميركي. وأكثر ما كان يجذبني لمتابعته هو الدكتور جون كامبل، عن طريق قناته في اليوتيوب. حقيقة، حديثه كان شيقا جدا وممتعا. وكنت اقارن أسلوبه العلمي في الطرح والنقاش لكل ما يتعلق بالجائحة مع ما يذكره الدكتور فوتشي. وجدت (كالعادة)، الفروقات كبيرة في الطرح العلمي والنقاش بين المدرستين الأميركية والإنجليزية، والأخيرة هي أقرب الى اسلوبي في الطرح (حصلت على الماجستير والدكتوراه وما بعدها من بريطانيا)، واعتبرها واقعية بأسلوب كلاسيكي مقارنة بالطريقة الأميركية التي يراها البعض أكثر حداثة (قد يتم تشبيههما بشعر العصر الجاهلي وشعر الحداثة).

محلياً، سوف أركز على ناحية واحدة فقط، والتي قمت برصدها من خلال الرسومات البيانية والأرقام التي بحوزتي. على سبيل المثال، في مكة والمدينة، وخاصة بين شهري يونيو وسبتمبر، وجدت، ارتفاعا كبيرا في اعداد الإصابات وخاصة في شهري يونيو ويوليو، مع انخفاض ملحوظ في شهري أغسطس وسبتمبر، والوصول الي مستوى تسطح في اعداد الإصابات (ثبات الأرقام في مستوى واحد متدني مقارنة بما سبقها من شهور). مع انخفاض ملحوظ في اعداد الإصابات سواء في الرياض وجدة وخاصة في شهر أكتوبر الحالي. الي جانب انخفاض مميز لأعداد الإصابات في مدينة ابها (مقارنة بما حدث من ارتفاع في شهر يوليو). عموما، نسبة التعافي تجاوزت 96% (محليا) وهي نسبة عالية جدا.

باختصار، من وجهة نظري، وقد تكون ملائمة مع ما يحدث محليا وعالميا (ولا افرضها على أحد) وهي، قد نصل الى مرحلة زمنية، يكون فيها التعايش مع الفيروس امرا طبيعيا، الى ان نصل الى مرحلة القاع في اعداد الإصابات والوفيات مع ارتفاع كبير في اعداد التعافي! متي نصل الى مرحلة القاع؟ وكيف يكون ذلك؟ إجابات مرتبطة بالتزامنا التام بقواعد السلامة مثل التباعد الاجتماعي واستخدام الكمامات، الى ان يتم توفر لقاح آمن يمكن استخدامه.

ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم المناعة والعدوى
drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *