الدولية

عون يفقد “البوصلة” ويزيد غموض المشهد اللبناني

البلاد – مها العواودة

فيما كان اللبنانيون ينتظرون حسمًا من ميشال عون إزاء الاستشارات النيابية المُلزمة المقرر إجراؤها، اليوم (الخميس)، لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، أطل الرئيس اللبناني، أمس، في كلمة متلفزة باهتة، لم يكتف خلالها بتجاهل الملف وزيادة الغموض حوله، بل مثل دور المعارض بانتقاد ما آلت إليه أوضاع البلاد، على الرغم من أنه المسؤول الأول وصاحب القرار في لبنان.

ويبدو أن الرئيس اللبناني فقد البوصلة وأصبح يطرح أسئلة منوط به الإجابة عنها عملياً وليس طرحها على اللبنانيين، عندما قال: “هناك سؤال مصيري وحتمي، أين نحن وأين موقع لبنان وما هي السياسات التي علينا أن ننتهج إزاء التغيرات والتفاهمات المحورية الكبرى، كي لا يكون لبنان متلقيًا وغير فاعل فيما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟.

وتابع “أين اقتراحات قوانين الإصلاح من استعادة الأموال المنهوبة والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية ؟، أين نحن من هدر المال العام والحسابات المفقود أثرها في وزارة المال ؟، ما يؤكد أن مقاليد الأمور ليست بيده إنما “حزب الله” هو المتحكم في كل شيء.

ورجحت مصادر لبنانية، قبل كلمة عون، تكليف رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن التوقعات عادت للمربع الأول بعد كلمة عون، التي ألمح فيها عدم نيته الاستعانة بالسياسيين الذين حكموا سابقاً، في وقت يضع “حزب الله” وصهر الرئيس جبران باسيل، العراقيل أمام تكليف الحريري، والتي من بينها: شكل الحكومة ومضمون البيان الوزاري والثقة البرلمانية والأهم وضعية “حزب الله”.

وأجمع مسؤولون وسياسيون على أن مغامرة الحريري وقبوله بحمل مهمة تشكيل الحكومة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل إصرار الكتل والأحزاب على نهش حصصها في الحكومة لتكون كسابقاتها “حكومة خصوم”، غير مكترثة بأزمات لبنان.

ويقول السياسي توفيق الهندي، إن لبنان لن يشهد ولادة حكومة جديدة كون السلطة الفعلية بيد “حزب الله” المعني بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، وأن الحريري لو ظفر بالتكليف لن يحقق نجاحا في مسار التأليف كما هو مطلوب محليًا ودولياً بسبب عراقيل حزب الله وحركة أمل.

وأكد المحلل السياسي أحمد عياش، وجود اهتمام أمريكي فرنسي مشترك في إنجاز التكليف وهو ماشجع الحريري على المغامرة والخوض بهذا المسار على أمل أن يستمر الاهتمام والضغط لتحقيق النجاح في عملية التأليف، والتي إن فشلت لن تكون لمصلحته ومصلحة مستقبله السياسي، غير مستبعد حدوث مفاجآت لصالح التأليف. ويرى الباحث السياسي براء هرموش، أن التوترات بين عون وحزب الله تهدف لتحقيق مصالح كل حزب على حدة، فالرئيس يحاول الإيحاء بأنه مستقل عن قرار الحزب لتجنب العقوبات الخارجية وكذلك حماية جبران باسيل، وأن التباين في المصالح لا يلغي التحالف الاستراتيجي بينهم فهم تابعون للقرار الإيراني.

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، أمس (الأربعاء)، عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن قائد القوات الخاصة لميليشيا حزب الله بسوريا واليمن، وكذلك عن مكافأة مثلها لمستشار مقرب من زعيم الحزب حسن نصرالله. وقال الحساب الرسمي لبرنامج “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إن هناك مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار، مقابل معلومات عن هيثم علي طبطبائي، القيادي بحزب الله، وتفضي لاعتقاله، وكذلك عن مكافأة بـ5 ملايين أخرى عن مستشار حسن نصرالله، المعروف باسم خليل يوسف حرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *