عادة ما يعقُب المباريات الكروية شيء من السجالات الحادة بين الجماهير على مستوى منصات التواصل الاجتماعي وقد تكون تلك السجالات جميلة في حد ذاتها لما تُعطيه من أجواء فكاهية من خلال التعليقات الساخرة التي يتم صناعتها ببساطة المُشجع لتجد القبول الواسع.
كما يُقابل ذلك أيضاً ما يُبث من نقاشات رياضية بين النُقاد على مستوى شاشات التلفاز ومنابر الإعلام التقليدي؛ وعادة ما نجد تلك النقاشات لا تخلو من الآراء الرياضية التي يقودها الميول ولا مانع في ذلك دام أنه إطار النقد المُنصف الذي يبتعد عن التجاوزات – أي – كانت.
لا أختلف مع كون الرياضة لا تستغني عن صناعة الإثارة الإعلامية وذلك لطبيعتها الشعبوية وكثرة مُحبيها، لكن ما اختلف معه وبشدة هو أن تتجاوز تلك الإثارة حدود المهنية الإعلامية وتصل إلى مرحلة الأخطاء الصريحة التي تتكرر بين الحين والآخر من قِبل البعض.
صحيح أن التجاوز لا يُمكن أن يُقبل من الجميع؛ ولكنه في حالة الناقد الرياضي يُكون الرفض أشداً وذلك لما له من تأثير على الرأي العام؛ كما أنه يُفترض منه قبل ظهوره أن تكون لديه أدوات النقد السليمة بالإضافة إلى معرفته الجيدة بأساليب الحوار مع الآخرين.
كما أنه يُفترض على المُشجع الذي يُشارك في تشجيع فريقه أن يفرق تماماً بين النقد الساخر المُضحك والتجريح والتجاوز غير المقبول؛ فالرياضة بمختلف أشكالها يجب أن نجعل منها ميداناً جيداً نتعلم منه معنى التشارك وكذلك قيمة التحدي والإصرار.
لنكن حريصين دائماً على صناعة التشجيع كما نحرص على صناعة اللعب الجيد؛ ولنتذكر أن الاستمتاع لا يكتمل بالتجاوز أبداً؛ وأن النقد الساخر يختلف عن التجريح والتقليل.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com